تحلُم كل فتاه بليلة العُمر وفستان الزفاف الأبيض، يأتي العريس المُنتظر، توافق الفتاه ويوافق الأهل وكل شيءعلى أكمل وجه، وساعة الاتفاق يُكرم المرء أو يُهان، كل شاب له إمكانياتهُ، وكل شخص على حسب ظروفهِ، ولكن عند بعض العائلات ولن نقول كلها بل بعضُها، تُصبح الزيجة عبارة عن صفقة على الرغم من أن الشاب المُتقدم للزواج من أبنتهم فيه كل المميزات، إلا أن الشروط المبالغ فيها تكون هي المقياس له وأما أن يوافق أو لن تأخُذ مَن تُحبها ومَن أختارُها قلبك، هذا إن كان يُحبها وكانت بالنسبة له حلم عمره، يَخُرج المسكين من عند أهل العروس مكسور القلب والخاطر وذلك لمجرد بعض أوراق من وجهة نظر الأهل أنها تضمن حق أبنتُهم، ورغم أن الشاب المتُقدم من المحتمل أن يكون فيه كل الصفات الحميدة التي يستطيع بها أن يُسعد أبنتهم إلا أن الأوراق والشروط هي العامل الأساسي الذي يحدد هل ستسمر تلك الزيجة أو لا، هل سيفوز العريس بفتاة أحلامه أم لا، فقط وافق على الشروط وحلال عليك!.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي”.
لقد حثنا رسول الله أن يكون العامل الأساسي في الموافقة على الزوج هو الدين والخُلق، لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المال في الحديث، بل أكد أن عدم الموافقة على المُتقدم للخطبة، ستكون فتنة في الأرض وفساد كبير، وهو ما يحدث الآن بالفعل حالات الطلاق في زيادة مرعبة، الأمر ليس متعلق فقط بالمال يا سادة أنه الطمع لم تعُد الخُلقْ هي المقياس، لا إنه المال، ولكن هل هذا يكفي هل فعلاً بعد الشروط الكبيرة وكتابة قائمة بالآلاف وأخذ الشروط الصارمة على العريس، ودفع المهر وذهب وخلافه من تلك الأمور هل بالفعل هذا ما يُسعد العروس؟ هل هذا الضامن لسعادتُها؟ هل تضمن أيها الأب أن ابنتك مع كل هذه ستصبح سعيدة؟ لا لن تضمن سعادتُها لحظة لأن المقياس في الزواج هو الحب والمودة والرحمة وهما أشياء لا ولن تستطيع ضمانها بكنوز الدنيا.
رسالة إلى كل أب وأم، هل تريدون سعادة أبنتكما، إذا دق على باب منزلكم رجل فاضل ذو أخلاق بينما ظروفه بسيطة، لا تردوه وصدقاً سيكون هو الأمين على قلب أبنتكُم، إذا جاء رجل يُحبها ويحترمها أفضل ألف مرة من رجل يدفع الكثير والكثير من الأموال ثم تأتي بعد سنة من زواجها تطلب منكم الطلاق وسوف تضطرون للذهاب للمحاكم، ولن تحصل على حريتها إلا بعد التنازل عن كل تلك الأموال والشروط التي كنتم تعتقدون أنها ضامن لها، ليس المال ولا القائمة ولا أي شيءيضمن لأبنتكم السعادة غير رجل يُحبها ويتفي الله فيها، أما المال لا تدرون ولا تعلمون ربما يرزقهُ الله ويصبح مستقبله أفضل بكثير من الذي فضلتموه عليه لمجرد أنه ذو مال أو منصب ووافق على الشروط والأوراق، لن تساوي الدنيا لحظة رجوع أبنتكم أليكم مكسورة الخاطر.