أولهما: أن تمارس بكل إتقانوإخلاص، “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه“.
ثانيهما: أن تراعي فيسلوكك وتصرفاتك الخلق الكريم.
أن تقبل الناس علىعلاتهم، وأن تدرك أن هناك فوارق طبيعية بينهم لأسباب كثيرة.
وبما أننا نتعاملمع جنسيات متعددة وثقافات متباينة، وبصرف النظر عما تواضع عليه البشر من تصنيفبعضهم لبعض تبعاً للفوارق الطبقية والجنسية والعرقية، فعلينا أن نتعامل مع الجميعمن منطلق المساواة والعدل.
وهو ليس صدق الكلمة فحسب، بل وصدق النيّة وصدق العمل والأداء، ولذا فهو يشمل العلاقات الإنسانية كلها، فالصيدلاني صادق في طلبه للعلم، صادق في أداء حقوق وظيفته، صادق في صرف العلاج لمرضاه ونصحهم، صادق في إجراء أبحاثه العلمية، صادق في أحواله كلها.
هذه بعض آداب وأخلاقيات ممارسةمهنة الصيدلة، وأحسب أنها ليست ببعيدة عن أذهاننا جميعاً، ولكن نحن نؤكد جميعاً علىالالتزام بها.
تعتمد الأخلاق المهنية الإسلامية علىالأسس والمبادئ الأخلاقية التي نصَّ عليها القرآن الكريم، والتي تُشكل بدورهانموذجا أخلاقياً لكل الأجناس البشرية، وكلِّ المهن وفي كلِّ زمن.
وفيما يليملخص للمصادر التي انبثقت عنها عبر التاريخ أخلاقيات المهن الطبية والأبحاث :
لا يُجاز في المهنة إلا من يتمسك بأخلاقيات القَسمْ.
مزاولة المهنةبهدف فائدة المريض وتلافي ضرره.
الابتعاد عن كل ما من شأنه إسقاط الجنين منأدوية أو مواد.
دخول منازل المرضى من أجل مصلحة المريض.
الامتناع عن الأذىوالفساد.
احترام سرية العلاقة بين الطبيب والمريض.
احترام القانون.
احترام حقوق المرضى.
احترامحقوق الزملاء.
احترام خصوصية المريض وسرية المعلومات الخاصة به.
الكفاءة،والتفاني والمحبة .
الصدق وواجب التبليغ عن أي خداع أو كذب.
التعليم المستمر، والدراسة، واستشارة الآخرين في المهنة.
الحرية في مزاولة المهنة.
المسؤوليةفي بذل الجهود لتحسين المستوى الصحي للمجتمع.
مارس الأطباء الألمان تجارب طبيةًرهيبةً على الأسرى في المعتقلات النازية، حيث عُملوا بدون أي اعتبار لإنسانيتهم أومصلحتهم وكل ذلك تحت ستار البحث العلمي.
ويتألف هذا الدستور من عشرة مبادئ تحددالأخلاقيات الطبية الخاصة بالأبحاث وتؤكد على الحقوق الإنسانية للشخص المتبرع (الشخص الذي يوافق على أنيطبق عليه البحث العلمي) ،
يجب أن يكون البحث هادفاً وضرورياً لمصلحةالمجتمع.
يجب أن يكون البحث قائما بالأساس على الدراسة على الحيوان أو أي مبررمنطقي.
تجنيب وحماية الشخص المتبرع من أي إصابة أو معاناة جسدية أوعقلية.
يجب أن لا تكون مخاطر البحث على المتبرع أكبر من محاسنه.
يجب أن يكونالباحث مجاز علمياً.
من حق المتبرع أن يمتنع عن الاستمرار في البحث العلمي في أيوقت.
– خدمةالإنسانية.
– الاحترام والعرفان بالجميل للأساتذة.
– ممارسة المهنةبضمير ونبل.
– الإحساس بواجب الاهتمام بصحة المريض والزملاء وتقاليدالمهنة.
– احترام الحياةالإنسانية بما فيها حياة الجنين.
– الواجب المهني يتقدم على العرق والدينوالسياسة والتمييز الاجتماعي.
خير ومنفعة الإنسانية مقدم على الاهتمام بالعلم والمجتمع.
يجب أنيعمل الطبيب فقط لما ينفع المريض، وأن تكون صحة المريض في مقدمةاهتماماته.
تتداخل كثيرا من مبادئ هذا الإعلان بقوانين الأبحاث العلمية. ومنناحية أخرى تناقش النسخة المراجعة استعمال المستحضرات الشاهدة ( المستحضرات الخاليةمن المادة الفعالة والتي تعطى لمجموعة من المرضى المجرى عليهم البحث مقابل مجموعةأخرى تتناول الدواء الفعَّال موضوع البحث، وذلك بهدف المقارنة)، وتنصح بأن يكون منواجب لجنة الأخلاق مراقبة التجارب العلمية الجارية، كما تقضي بأن يكشف الباحثونللمتبرعين عن التفاصيل الخاصة بالتمويل، وعن احتمال تضاربالمصالح.
أخلاق المهن الطبية فيالإسلام:
تشكل الأخلاق القرآنية معياراً مناسباً لجميع الأجناس البشرية، ولكلّ المهن، وفي كل زمان، حيث أنها توجه سلوك البشر ومواقفهم في حياتهم الخاصةوالمهنية.
ويجب أن توجه هذه المعايير الأخلاقية والقيم السامية أصحاب المهنالطبية من المسلمين في حياتهم الخاصة وكذلك أثناء أدآئهم لأعمالهم.
يجب علىالصيادلة المسلين الإيمان بالله والعمل بتعاليم الإسلام وعاداته، سواء في حياتهمالخاصة والمهنية. وهذا الإيمان يوجب عليهم توقير الأهل والمعلمين وكبار السن، كمايوجب عليهم التواضع والبساطة واللطف والرحمة والصبر وتحمل الآخر، كما يجب أنيكونوا على الصراط المستقيم وأن يسعوا إلى رضى الله دائماً.
إن الصيادلة الذينيتمتعون بهذا القدر من الفضائل لهم قادرون على إتمام متطلبات مهنتهم والتي تتلخصبما يلي:
-1 المعرفة :
من واجب الصيادلة المسلمين مواصلة اكتسابالعلم والمحافظة على المعرفة ومتابعة تطور العلوم الطبية، كما يجب أن يحسِّنوا منمستوى أداءهم المهني. وهذا ما أمر به الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال: (قُلْهَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يعلمون)سورة الزمر جزء منالآية 9. كما أمر الله المؤمنين أن يطلبوا منه أن يزيدهم علما: ( وَقُلْ رَبِّزِدْنِي عِلْمًا) سورة طه جزء من الآية 114.
-2 احترام القانون :
منواجب الصيادلة المسلمون احترام القانون، والأوامر، والقواعد القانونية التي تنظمالمهنة. ويبين قول الله تعالى هذا الأمر بشكل واضح في الآية : ( يأيها الَّذِينَ امنوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَوَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )سورة النساء جزء من الآية 59 .
3- التعهدالمهني بالمحافظة على صحة المريض ومصلحته :
باعتبارهم من المسئولين عن توفيرالرعاية الصحية، على الصيادلة أن يقدِّروا مدى أهمية المحافظة على صحة المريضومصلحته، وبشكل غير مباشر على حياته. وقد وضح الله تعالى هذا الموضوع البالغالأهمية في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍأَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْأَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) سورة المائدة جزء من الآية 32 .
4- تقديم النصائح الصيدلانية :
يجب على الصيادلة أن يقدموا للمرضىكل النصائح والإرشادات الصيدلانية اللازمة والمتعلقة بعلاجهم، بشكل يتناسب معمستوى المريض المعرفي وسنه وثقافته.
– 5العلاقات :
على الصيادلةأن يتبنوا الطريقة الصحيحة في علاقتهم مع المرضى والزملاء.
6- سرية المعلومات المتعلقة بالمريض :
على الصيادلة حماية خصوصية وسرية المرضى. فكتمان السر والمحافظة على خصوصية الغير، عهدٌ وأمانةٌ أمر بحفظهما الله كما فيقوله تعالى{وَالَّذِينَ هُمْلِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } سورة المؤمنون الآية 8 .
القيموالأخلاقيات لمهنة الصيدلة:
استنبطت المعايير الأخلاقية لمهنةالصيدلة بشكل عام من المعايير الأخلاقية لمهنة الطب، وتُحدد هذه المعايير للصيدليكيفية أداءه وسلوكه على الصعيدين الشخصي والمهني، حيث يحتم عليه الواجب أن يحافظعلى نفس المستوى من القيم والأخلاقيات في حياته الخاصة والمهنية.
إنَ أينقص في القيم الأخلاقية على صعيد الحياة الشخصية للإنسان، يُُمكن أن يؤدي إلىزعزعة الثقة به على صعيد الحياة المهنية، مهما كان مستوى أداءه المهني أو خبرتهأو كفاءته.
ويُمكننا تصنيف القيم الأخلاقية للصيدلي على أساس علاقته بمهنتهوبالآخر إلى ثلاث مجموعات ك:
1/ علاقة الصيدلي مع المريض.
2/ علاقة الصيدليمع الزملاء.
3/ تطوير الصيدلي لنفسه على الصعيدين العلمي والمهني.
أخلاقياتالصيدلي في علاقته مع المريض :
تُُُُعد هذه العلاقة المهنية القائمة علىأساس أخلاقي بمثابة ميثاق، وهذا يعني أن على الصيدلي إلتزامات أخلاقية تجاهالمجتمع الذي منحه الثقة ،
وبناء على ذلك فإن على الصيدلي أن يلتزم فيتعامله مع المرضى ب:
احترام العلاقة المهنية مع المرضى، والتصرف بأمانةوصدق ومحبة.
مساعدة المرضى على الوصول إلى أقصى درجات الاستفادة من العلاج.
توفير الرعاية الصيدلانية للمريض على أعلى مستوى من الكفاءة.
احتراماحتياجات وقيم ومنزلة المريض.
دعم حق المريض في تلقي الرعاية الصحية العاليةالكفاءة وذات المستوى الأخلاقي والمهني المرتفع.
دعم حق المريض في اختيار مايتعلق بالرعاية الصيدلانية.
تقديم المعلومات الدوائية للمريض بطريقة مفهومة.
مساعدة المريض ليشارك بشكل فعال في برنامج الرعاية الصيدلانية الخاص به.
توفير الرعاية الصيدلانية للمريض مع أخذ خصوصيته بعين الاعتبار،
والقيامبكل ما يلزم لحماية سرية المعلومات الخاصة به .
ضمان استمرارية رعاية المريضتحت أية ظروف.
حماية الحقوق الخاصة بخصوصية المريض.
المحافظة على ثقةالمريض.
تجنب الممارسات والتصرفات التي تميز بين المرضى.
أخلاقيات الصيدليفي علاقته مع زملاء المهنة:
1/ يجب أن يتقبل الصيدلي مسؤولية العمل مع الصيادلةالآخرين، وكذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية من أطباء وسلك تمريض وغيرهم ،وذلك بهدف رفع مستوى سلامة وفعالية الرعاية الصيدلانية.
2/ على الصيدلي اعتبارمصلحة المريض في المقام الأول في حال صدور أي تصرف من زميل آخر في الرعاية الصحيةينم عن سوء في الأخلاق المهنية أو عدم الكفاءة. عند ذلك على الصيدلي القيامبمناقشة الموضوع مباشرة مع الشخص المعني، لحل هذه القضية وإبعاد الخطر عن المريض.
3/ على الصيادلة أن يقدروا ويحترموا مفهوم وقيمة وأهمية العمل الجماعي.
تطويرالصيدلي لنفسه على الصعيدين العلمي والمهني :
1/ كل صيدلي من موقعه يجب أن يسعىلضمان مساهمة بيئة مزاولة المهنة في سلامة وفعالية الرعاية الصيدلانية.
2/ يجب علىالصيدلي أن يتعهد وعلى مدى حياته باستمرارية التعلم بشكل يضمن له الاحتفاظ بمستوىمناسب من العلم والمهارة.