من أجرأ الأدوار السينمائية إلى أحضان الكعبة والفرار إلى الله.. «شمس البارودي» ونقاط التحول المؤثرة في حياتها
قال الله تعالي “فَيُضِلُّ اللَّهُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” ﴿٤ ابراهيم﴾، خير ما نبدأ به موضوعنا اليوم هو آية من آيات الذكر الحكيم والتي تلخص ما سنتحدث عنه اليوم، من توبة فنانة أحبها الجمهور من خلال شاشة التليفزيون ومن أدوارها التي قدمتها في السينما المصرية وتتسم بملامحك برئية جعلت مشاهديه يحبونها، ولكن أراد الله عزوجل أن يخرجها من الظلمات إلى النور حتى تسير إلى الطريق المستقيم وتبتعد عن عالم السراب والفن.
مشوار فني قارب من 24 عام، تربعت خلالها في قلوب الصغير والكبير والنساء والرجال، بالإضافة إلى طلتها الجذابة على شاشات السينما والتليفزيون، ولعل ما كان له دوراً كبيراً في شهرتها الواسعة قديماً هي موافقتها على أداء الأدوار الجريئة التي يطلبها المخرجين والمنتجين، ولكنها بعد ذلك تبرأت منها أمام الله، سنعرض عليكم قصة توبة “شمس البارودي” زوجة الفنان “حسن يوسف”.
السيدة شمس البارودي
في يوم 4 من شهر أكتوبر لعام 1945 ولدت “شمس البارودي” وتنتمي لأصول سورية، ولم يكن يوماً في مخيلتها أن تكون من ضمن الفنانات اللاتي يعتزلن الفن ويرتدين الحجاب، فلعل سبب ذلك هو عالم الشهرة الذي يسلب كل شيءجميل داخل الفنانة أو الفنان فلم يريد إلا أن يحقق شهرة أكثر إتساعاً وأموالاً طائلة، وبعد أن تاب الله عليها تحب أن يناديها الناس بـ “السيدة شمس البارودي” وتكره أن يقال لها فنانة.
في فترة السيتينات بدأت تخطو الخطوات الأولي من خلال مشاركتها في مسلسل بعنوان “العسل المر”، ومن بعده بدأت تقتحم عالم السينما رويداً رويداً وشاركت في العديد من الأفلام التي كان يطلق عليها “أفلام المراهقين”، والتي كانت إيرداتها عالية، وكان هذه النوعية من الأفلام يملئها المشاهد الجريئة التي تقدمها “شمس”، وكان ذلك هو الدافع الذي جعل المنتجين يستعينوا بها في أفلامهم، وحتى طليعة الثمانينات كانت لازالت تقدمها.
نقطة تحول
بدأت تخطو إلى الطريق المستقيم بأمر من الله عزوجل، ففي عام 1985 ذهبت “السيدة شمس البارودي” إلى الأراضي المقدسة من أجل تآدية أداء العمرة بصحبة والدها، وفي ليلة من الليالي الأولي لم تستطيع أن تنام بسهولة من كثرة التفكير، ولم تكن تعي شيءاً عن مناسك العمرة ولا كيفية أدائها، وبدأ والدها في تعليمها كل ذلك، فهذه كانت المرة الأولي التي تذهب فيها إلى الحرم المكي، وشاء الله أن تبدأ “شمس” في القراءة والتأمل في كتاب الله عزوجل حتى ختمته قبل أن تغادر إلى مصر مرة ثانية.
في ليلة من الليالي التي قضتها هي ووالدها في المملكة العربية السعودية لأداء العمرة، وإذ يعودوا إلى الفندق الذي يقيمان فيه، حتى يستريحا من التعب والمشقة طوال اليوم، ولكن “شمس” ظلت هي بدون نوم ومتيقضة طوال الليل قالت عن هذه اللحظات في إحدي اللقاءات التليفزيونية:
“شعرت أن ذنوب العالم فوق ظهري، فبدأت أبكي وأصرخ فسمعني والدي وخرج من غرفته يسألني عن سبب بكائي، فطلبت منه الذهاب فورًا للحرم وكنا في الثلث الأخير من الليل ولم أكن أعلم حينها فضل هذا الوقت، ذهبنا وبدأ والدي في الدعاء من كتيب صغير، ومن ورائه أمنّا، لكنني طلبت الدعاء منفردة، وذهبت إلى الحجر الأسود وقبلته والدموع تنهمر من عيني، واستشعرت حينها أن الجمال زائل والصحة زائلة والجاه والسلطان زائلان ولن يبقى لنا سوى قوة أعمالنا الصالحة في القبر، ودعوت بأن يقوي الله إيماني وزوجي وأبنائي، نصحني والدنا بعد ذلك بصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، فذهبت ومع بدء الصلاة انتفض جسدي من أول آية قرأتها في سورة الفاتحة، وظللت أبكي في رعشة حتى أنهيت الصلاة”.
أقرأ أيضاً من موضوعات الكاتب
أشهر 10 قصص حب إنتهت بالزواج داخل الوسط الفني.. منهم فنانة رفضت الزواج بعد وفاة زوجها وعاشت على ذكراه حتى لحقت به
بالصور| 5 زوجات للمشاهير تخلوا عن حجابهن وأصبحوا عرضة للإنتقادات.. إحداهن أجاز لها أحد الشيوخ خلعها الحجاب بسبب مرضها
وهذه كانت نقطة التحول في حياتها، فقد عادت إلى مصر إنسانة أخرى تماماً غير الإنسانة التي كان يعرفها الناس والجمهور، وتبدلت أحوالها من عالم السراب والفن إلى الطريق المستقيم ونور الهداية من الله عزوجل.
ضغوطات المنتجين والمخرجين
في إحدي الحوارات الصحفية صرح زوجها “حسن يوسف” بأنها فور إعلانها إعتزال الفن والتوبة، تعرضت إلى العديد من الضغوطات والعروض من قبل المنتجين والمخرجين، لدرجة أن بعضهم عرض عليها أن يكتب لها “شيكاً على بياض”، ولكن ثبتها الله عزوجل ولم تعود مرة أخرى إلى الفن وتهتز أمام هذه المغريات، وقد إرتدت النقاب لأنها تؤكد أن جسد النساء بالكامل هو عورة، ويجب على المرأة أن تغطيه، ولكنها خلعته بعد ذلك، مرتدية الحجاب حتى وقتنا الحالي، وندعوا الله عزوجل أن يثبتها إلى ما هي عليه وأن يهديها إلى ما هو خير.
في قصة مشابهة لقصة “شمس” لحق بها زوجها “حسن يوسف” ولكن الفرق في أنه لم يعتزل الفن، ولكنه بدأ بوقفات تأملية، حتى يختار الطريق الصحيح الذي يسير فيه، حيث أنه كلما شاهد الأفلام التي كان يقدمها يشعر بحالة من الذهول والإندهاش مما يرأه، وكأنه يأنب نفسه، وبرأ نفسه وزوجته من هذه الأفلام، وطلب من منتجيها ألا يقوموا بإذاعتها، ولكنهم لم يستمعوا إلى كلماته، وإستمروا في إذاعته بشكل مكثف، خاصة بعد أن قررت زوجته أن تعتزل الفن نهائياً.