ممثلاث مصريات في «هوليوود» الحلم المستحيل

في عام 1962 وقع اختيار المخرج والمنتج البريطانيّ ديفيد لين على الفنان المصريّ عمر الشَّريف، للمشاركة في فيلم «لورانس العرب» من هنا جاءت انطلاقة عمر الشَّريف نحو العالمية، بعد سنوات من الانخراط في العمل في السينما المصريَّة منذ أوَّل أفلامه صراع في الوادي في الخمسينيَّات، تحت إدارة المخرج الكبير يُوسف شاهين، أوَّل من اكتشف الشَّريف وقدمه إلى جمهور الشَّاشة الفضيَّة.

صورة 1

مرحلة ما بعد الشَّريف

بعد عمر الشَّريف بسَّنواتٍ طوال جاء الدور على خالد النَّبوي كي يقتحم قلعة الصناعة الأمريكية «هوليوود»، مع ملاحظة وجود الفنان سيد بدرية ابن المدينة الباسلة بورسعيد قبل النَّبوي بعدة سنوات، لكن في أدوار هامشية بسيطة مثل فيلم «يوم الاستقلال» بطولة ويل سميث على سبيل المثال لا الحصر، تبع النَّبويّ على استحياء خالد أبو النجا، ثُمَّ عمر واكد بصورةٍ أكبر ومساحة دور أعظم، وأخيرًا محمَّد كريم، والذي بدأ يتلمس خُطواته الأولى هنالك بصورة مبشرة.

صورة 2

صورة 3

صورة 4

حسنًا .. ماذا عن العناصر النسائيَّة من الممثلاث المصريات في «هوليوود»؟ الإجابة مؤسفة! لا وجود للممثلاث المصريات نهائيًّا في السينما الأمريكيَّة، لأسبابٍ عدةٍ، أستعرضها ها هنا في هذا المقال.

غياب الوجوه النسائيَّة عن هوليوود، الأسباب

السبب الأوَّل والأهم من وجهة نظري هو عدم وجود وكيل أو مدير أعمال لهؤلاء الفنانات لديه المقدرة على تسويقهن في قلعة الصناعة الأمريكيَّة بأدوارٍ لافتة، لا يخفى على أحد أن مدير الأعمال النَّابغ والناجح، له قدرة فائقة على سطوع نجمه أو نجمته إلى سابع سماء، بفضل مهاراته وحجم اتصالاته مع شركات الإنتاج المرموقة، خذها قاعدة، أغلب المتوهجين في شتَّى المجالات لديهم وكلاء أعمال ناجحين ماهرين بحق.

السبب الثاني أن السينما المصريَّة تعاني من غيابها المستمر عن منصات التتويج بالجوائز السينمائيَّة العالمية الكبرى، ماذا يعني هذا؟ يعلم الجميع أن تتويج فيلم ما بجائزة مرموقة؛ يجعل الأضواء تنهمر على طاقم عمل الفيلم كله، بالطبع ستكون هذه فرصة مثالية لأي نجم أو نجمة لتقديم نفسه وإمكاناته القوية أمام العالم كله، بما قد يجعلها فرصة مثالية للظهور في فيلم هوليوودي بترشيح من منتج أو مخرج ما.

السبب الثَّالث قد يكون متمثلًا في عدم إقامة الفنانات في أمريكا، الإقامة هناك وتحديدًا في لوس أنجلوس معقل هوليوود؛ قد تزيد من فرص الفنان بصفة عامة في اقتناص دور ما في فيلم، أتكلم عن البداية بطبيعة الحال، الظهور الأوَّل سينمائيًّا، لا يخفى على أحد أن العديد من الفنانين العرب أقاموا في مصر -هوليوود الشرق- في بداياتهم، حتَّى يكونوا على مقربة من قلاع صناعة الأعمال، واقتناص فرصة للعمل في الفن، هذا ما أتحدَّث عنه أو من الأخلق القول أقصده.

السبب الرابع عامل اللغة، أرى أن عدم إجادة الفنان للغة الإنجليزيَّة واللكنة الأمريكية تحديدًا قد يشكل عائقًا فظيعًا في التحاقه بركب نجوم هوليوود، يقال أن عمر الشَّريف قال يومًا أن الفنان أحمد زكي لو كان يتحدث الإنجليزيَّة بطلاقة؛ لكان له شأن آخر في السينما العالمية.

أخيرًا غياب الفنانة الاستثنائيَّة! نعم .. إن غياب الفنانة الاستثنائيَّة الموهوبة بحق والتي تنحدر من سلالة سعاد حسني وفاتن حمامة وشادية وغيرهن من الفنانات الموهوبات بحق، على سبيل المثال لا الحصر؛ يلعب دورًا سلبيًّا تجاه تقديم نجمة مصريَّة قديرة إلى هوليوود، صحيح لدينا ممثلاث لهن مقدرة تمثيلية قويَّة ومذهلة مثل منى زكي ومنة شلبي؛ لكن السينما المصريَّة لم تقم بتوظيف هذه الإمكانيات الجبارة في أفلام قيمة لافتة، هذه الأفلام القيمة هي من تسوق الفنان حول العالم، وتجعل أنظار هوليوود وغير هوليوود تتجه إليه، القاعدة الأساسية تقول أن التألق محليًّا يدفعك دفعًا إلى العالمية، ولنا في الأيقونة الكوبية آنا دى أرماس، والفرنسية صوفي مارسو، وجولييت بينوش، وبينيلوبي كروز أمثلة واضحة على هذا الأمر، وقبل ذلك كله الأستاذ نجيب محفوظ في عالم الأدب، والفنان عمرو دياب في عالم الغناء.

صورة 5

صورة 6


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.