عالم المخابرات ملئ بالعديد من الأسرار الخاصة التي لم يعرفها أحد حتى هذه اللحظة سوى المقربين من الملفات الشائكة، ولأن المخابرات لديها حرص شديد على الأعمال التي تقوم بها، ولا يسمح بأي خطأ فيها حتى ولو بنسبة بسيطة، فقد كان للفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد مغامرات عجيبة مع المخابرات المصرية في حقبة معينة من الزمن بسبب المشير عبد الحكيم عامر
برلنتي عبد الحميد، فنانة مصرية شهيرة، قدمت العديد من الأدوار أمام عمالقة السينما في زمن الفن الجميل، تميزت بأداء أدوار الإغراء والأدوار الاستعراضية، كما قدمت بعض الأدوار في الأعمال التاريخية في ستينات القرن الماضي، وحققت شهرة واسعة في الوسط الفني وذاع صيتها بشكل كبير.
اسمها الحقيقي نفسية، والشهرة برلنتي عبد الحميد، ولدت في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة في 20 نوفمبر عام 1935، بعد أن أنهت وحصلت على دبلوم التطريز، اتجهت للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية بقسم النقد الفني، ولكن الفنان زكي طليمات أقنعها بالانضمام بقسم التمثيل.
كانت بدايتها الفنية الحقيقية في عالم السينما، كان من خلال فيلم ريا وسكينة عام 1952، حينما قدمها المخرج صلاح أبو سيف لتنال أول بطولة مطلقة لها، وكان قبله في ذات العام فيلم شم النسيم
تزوجت برلنتي عبد الحميد من وزير الدفاع المصري الراحل المشير عبد الحكيم عامر، وأنجبت خلال زواجها منه أبناً واحداً هو عمرو عبد الحكيم عامر، وكانت الفنانة الراحلة قد نشرت كتابين منفصلين تروي فيهما أسرار عديدة حول العلاقة بينها وبين المشير، الأول كان بعنوان المشير وأنا، والثاني باسم الطريق إلى قدري.. إلى عامر.
بعد أن أعلن المشير عبد الحكيم عامر نيته الزواج من الفنانة برلنتي عبد الحميد، لاقى هجوماً شديداً من قبل أصدقاءه من الضباط في الجيش المصري، ولكن عندما عزم النية على الزواج منها، قررت المخابرات أن تعد لها اختبارات بدون علما حتى تثبت أنها تستحق قلب المشير.
تقول الفنانة الراحلة في حوار مسجل لها مع الإعلامي الدكتور عمرو الليثي، أنها تلقت في أحد الأيام اتصالاً هاتفياً من صلاح نصر يخبرها بضرورة الحضور إلى أحد الأماكن، وعندما ذهبت وجدت مجموعة من الأشخاص الملثمون، ومن بينهم المشير عبد الحكيم عامر، وأنها أحست بوجوده بحسب روايتها، وكان الهدف من هذه المقابلة هي معاينة برلنتي عبد الحميد العروس التي سيتزوجها المشير.
أضافت خلال حوارها أنها خاضت مجموعة من الاختبارات التي وضعتها لها المخابرات بدون علمها، على سبيل المثال أرسلوا لها شخص فرنسي يدعى موريس على أنه فنان فرنسي ويريد لقاء الفنانين المصريين للعمل معهم، وبعد تطور العلاقة بينهما طلب منها شراء فيلا وأن تذهب معه لمعاينتها، وعندما ذهبت معه أراد التحرش بها فلكنها صدته وعنفته بشدة، وعلمت فيما بعد أن هذا الشخص الفرنسي ضابط مصري من المخابرات، وأن شقتها كانت مراقبة بميكروفونات.