مراجعة لفيلم “The Shape Of Water”…الفكرة المناسبة في الوقت المناسب

تمثالاً ذهبياً يلوح من بعيد، شيءاُ فشيئاً يبدو أكبر في الحجم، هكذا كان “The Shape Of Water” فيلماً خرج عن أطار الأفلام المعروف، ونزع كيانه من خارج القالب المجهز له. إخراج رائع، أداء مميز، جرافيك مبدع، موسيقى مميزة، جميعهم في قالب واحد موحد، لكي ينتزع الأوسكار من أفواه الجميع…لكن! انتظر لحظة! هل فاز “The Shape Of Water” بأوسكار أفضل فيلم بموجب هذه الأسباب؟ ربما…وربما لا.صورة 1

وقت الفكرة…وقت الفكرة من وجهة نظري هو أقوى الأسباب التي أودت بالفيلم نحو الجائز الذهبية، حيث المناوشات منذ بداية العام بكل أنحاء هوليوود “الفضائح الجنسية”. الجميع هذه السنة كان يساند المرأة ضد الرجل، حيث تستطيع المرأة أن تتحلى بالقوة لكي تخرج وتفصح عما حدث لها من اعتداءات جنسية وغيرها. كان الوسط الفني مشتعل بالحوادث والفضائح المتتابعة التي تتجلى وسط السواد، جميع المجلات قد ساندت المرأة بكل جوارحها وعلى أغلفتها، وقد أعطتها مجلة التايم شخصية العام، كان هذا العام عام المرأة بامتياز.

الجميع هذه السنة يساند الحريات حيث أُقيم تصويت في أستراليا للموافقة على زواج المثليين وقد تم ترجيح الكفة بالموافقة.

لذا…التعاطف مع النساء ودعمهم ليصبحوا قويات “الفيلم من بطولة امرأة” + التعاطف مع الأقلية من المثليين + فيلم ذا جودة عالية في توقيت مثالي يحمل في طياته اسقاطات واضحة حول المسائل المذكورة أعلاه = أوسكار.

صورة 2

ملحوظة: المراجعة تحتوي على حرق للفيلم

تدور أحداث الفيلم ببساطة في حقبة الحرب الباردة حول سيدة تعاني من صدمة أفقدتها القدرة على الكلام، لا أحد يفهم أشارتها إلا شخصين في هذا العالم، صديقتها والرجل المسن القائم بالمسكن الذي يجاورها. تشعر بالوحدة ولكن يظهر الرضى على قسمات وجهها، تعاني في داخلها ولكن لا يشعر بها أحد، تحب الرقص لكن وحيدة، تحب الموسيقى لكن وحيدة، كانت تظن أن بالعالم لم يخلق شخص يفهمها، ويستفي من قلبها رحيق المحبة، هذا القلب الذي لم يعرف الحقد يوماً ولم يشتم قباحة البغضاء.

حتى يأتي الوقت التي تجد من يقاسمها كل شيء فهو لا يستطيع التعبير مثلها، لا يفهمه أحد مثلها، والأكثر من ذلك أنه وحيد مثلها، حتى لو كان في آخر الامر سمكة. أبصرته عاملة النظافة البسيطة، فلم تنزعج ولم تشمئز من موجوده، بل كانت ترى كينونته الحقيقية، الحب للجميع يقابله الكراهية من كل البشر، والطمع من كل البشر، والخوف من كل البشر إلا من كائن وحيد يرمقه بنظرة حب وفضول كبير.

بدأ الأمر بالبيض، ثم اللمس بينهم، والأعجاب، ثم التعلق المطلق، حتى عرفت الخبر التعس أنهم سوف يقتلوه بسبب وساوس الحرب الباردة، ففكرة المرأة بتهريبه…مهما كان الثمن.

قائمة أفضل أفلام كسر القيود والهروب من السجن

كانت مندفعة بكل ما يحمله الإنسان من حب ومشاعر، كانت مندفعة بالإنسانية المطلقة التي أفتقدها الجميع، ولكنها لم تكن وحدها، حيث كان هناك عالم يتطلع إلى هذا المخلوق بعين الجنون الذي يحمله كل عالم، وبعين الدهشة التي يحملها كل فيلسوف، فمد يد العون لفتاة الإشارة، حتى استطاعوا تهريبه، إلى منزلها حتى يحين وقت المطر ويرتفع منسوب المياه وتطلقه إلى حيث كان.

الحب أضحى عشق والعشق أنقلب إلى شهوة كبيرة، حتى تلاقت الأجساد بين الكائن السمكي ذا الزعانف، وبين السيدة ذات الفم الصامت، حتى حال الحب إلى جحيم حيث عرف الضابط بمكان هذا المخلوق، فلحق به، وحدثت المناوشات، ليفاجئ السمكة الجميع أنه يمتلك قوة شفائية مثل ولفرين، لتنتهي القصة نهاية غريبة تحت الماء، حيث يعيش الجميع بأمان بفعل القدرات السحرية.

في النهاية فكرة الفيلم هي مساندة الأقليات ذات الفكر المختلف مثل المثليين، مساندة المرأة وإظهارها بشكل أكثر قوة.

صورة 3

ما يأخذ على فيلم The Shape Of Water:

ــ ضعف السيناريو كثيراً

ــ تلاحق الأحداث بشكل سريع، لم أشعر أن القصة تأخذ راحتها ممتدة الأطراف، حيث يخرج كل مشهد في مكانه الطبيعي، ولا يحدث انتقال سريع بين المشاهد.

ــ إقحام مشاهد عري غير مبررة على الأطلاق، وهذا من رأي يؤدي إلى ضعف الفيلم.

ــ ظهور الضابط على انه الشر المطلق، حيث كانت قسمات وجهه توحي بذلك، تدخينه للسيجار، نظراته، ملابسه، وغيرها، وهذا لم يظهر الجانب الطبيعي للشخصية.

ــ القصة لم تكن الأولى من نوعها، حيث حدث علاقة حب بين الفتاة والغوريلا العملاقة في فيلم “كينج كونج” ولكن ليس بهذه الشاكلة.

صورة 4

مميزات فيلم The Shape Of Water:

ــ إخراج ممتاز “يستحق الاوسكار”.

ــ جرافيك رائع.

ــ تصوير وإنتاج مبهرين.

ــ موسيقى تصويرية رائعة.

ــ إداء مميز من سالي هوكينز.

ــ تصميم بزة الوحش كان رائعاً.

ــ توظيف الفكرة مع الوقت المناسب لنزول الفيلم كان رائع، سواء كان مقصود أو غير مقصود.

ــ النزعة الرمزية التي يتميز بها الفيلم، حيث يمكنك ترجمة مقصد الفيلم كما تشاء، حيث يتوافق هواك، وهذه ميزة الأفلام ذا النزعة الرمزية حتى لو ليست ظاهرة من حيث المضمون.

ــ تحديد لون معين ليزين الأماكن والأشخاص وهو الأخضر.

أخيراً تقييمي للفيلم 7/10.

يظهر في الصور التالية مراحل تصميم الوحش “السمكة” منذ البداية حتى تجهيزه وتلبيسه للممثل دوغ جونز.

صورة 5

صورة 6 صورة 7

صورة 8 صورة 9 صورة 10 صورة 11

صورة 12

أفضل 18 فيلم غنائي على الأطلاق “حيث الموسيقى والغناء يجسدون الفكرة”


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.