ما هي الثقة بالنفس؟ وما علاقتها بالتطوير الذاتي وبالتقدير الذاتي؟ وما علاقتها بقوة الشخصية؟

الثقة بالنفس من الصفات الجميلة في شخصية الفرد عامة، ودائماً ما نجد أن هناك ربط بينها وبين النجاح. إذ لا يوجد ناجح واحد يفتقر إلى الثقة بالنفس، وحتى إن كان ضعيف الثقة بالنفس فإن النجاح يعزز هذه الصفة بشكل كبير.

ما هو تعريف الثقة بالنفس؟

الثقة بالنفس هي عبارة عن الإيمان بالنفس، وأن يثق الإنسان في قدراته وصفاته، وعن قدرته على تحمل المسئولية وعلى اتخاذ القرارات وإدارة الأمور والأزمات، وعن قدرته على تحقيق أهدافه.

ما هي صفات الشخص الواثق بنفسه؟

للشخص الواثق بنفسه الكثير من الصفات سأذكر أبرزها:

1- يحب نفسه ويثق بقدراته.

2- يتسم بالاطمئنان والهدوء والتفاؤل.

3- فكرته عن نفسه جيدة جداً، وتقديره الذاتي مرتفع.

4- يعتمد على نفسه ويتحمل المسئولية.

5- يعبر عن رأيه ومواقفه دون قلق أو خوف.

6- يواجه الظروف المختلفة والسيئة ولا يخشاها.

7- يسعى دائماً لتحقيق أهدافه ولا يستسلم أو ييأس.

وهناك الكثير من الخطوات التي تؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس.

ما هي العلاقة بين الثقة بالنفس وتقدير الذات؟

أولاً علينا معرفة تعريف تقدير الذات؟ تقدير الذات هو مدى رضاء الفرد عن نفسه وتقبله لها وخاصتاً لعيوبها، ومدى إيمان الفرد بقدراته، وهو التقييم الإيجابي لأهدافه ومهاراته ومدى قدرته على تحقيقها.

والعلاقة بين الثقة بالنفس وتقدير الذات علاقة طردية، أي كلما زاد تقدير الذات زادت ثقة الفرد بنفسه والعكس صحيح. فتقدير الذات هو شعور الفرد بإمكانياته وقدراته، وإن شعر الفرد بقدراته ومهاراته فنتيجة طبيعية أن تزداد ثقته بنفسه.

ما هل العلاقة بين الثقة بالنفس وتطوير الذات؟

تطوير الذات هو عبارة عن مجموعة الأنشطة أو التصرفات التي يقوم بها الفرد من أجل إكتساب مهارات أو قدرات جديدة، أو زيادة مستوى المهارات أو القدرات الموجودة بالفعل، سواء كانت إمكانيات فكرية أو ثقافية أو كانت قدراته في العمل أو أي شيء.

والعلاقة بين الثقة بالنفس وتطوير الذات علاقة طردية ومترابطة. فكلما طور الفرد من نفسه بأي شكل أدي هذا لزيادة الثقة بالنفس، نتيجة زيادة قدراته.

كما أنه غالباً ما تجد الأشخاص الواثقين من أنفسهم يسعون دائماً وباستمرار إلى تطوير أنفسهم وزيادتهم قدراتهم ومهاراتهم.

ما هي أساليب تطوير الذات؟

الحياة تتطور وتتغير سريعاً؛ ولذلك يجب على الإنسان أن يعمل دائماً على تطوير إمكانياته وقدراته حتى يواكب الحياة. وسأذكر لك هنا بعض أهم الأساليب لزيادة الثقة بالنفس وتطوير الذات:

1 اتخاذ القرارات

أهم شيء وأكثر شيء يؤدي بك إلى التطور هو إتخاذ القرارات، ومن الطبيعي أن تخطئ في بعضها. ولكن تأكد أن كل خطأ سيزيد من خبرتك، والخبرة أصلاً في عبارة عن مجموعة تجارب. ولا تنتظر أن تهديك الحياة الخبرة على طبق من ذهب. ولكن عليك أن تكتسبها بنفسك.

2 القراءة والاطلاع

من أنفع الأشياء للعقل، والتي تُنمية مثل القراءة. فالقراءة للعقل مثل التمارين للجسد، كما أنها من الأشياء التي ستوفر عليك الكثير من الأخطاء، بل وتجعلك تنظر للأمور بصورة أوسع وأشمل.

3 صاحب أصدقاء ناجحين وأبتعد عن الفاشلين

قيل قديماً “الصاحب ساحب”، أي صديقك سوف يسحبك معه في نفس إتجاهه. فأبتعد عن المتشائمين والكسالى لأنك وبدون أن تشعر ستكتسب من صفاتهم.

4 تعلم مهارات التواصل

من أهم الأشياء التي تساعد في نجاحك هي امتلاك شبكة علاقات جيدة، ولو نظرت حولك فغالباً لن تجد من الناجحين أحد لا يجيد مهارات التواصل الاجتماعي.

5 تجنب السلبية والتشاؤم والتسويف

من أكثر العقبات التي تمنع التطوير الذاتي هي التسويف، وهي عادة إن اكتسبتها فسيكون من الصعب جداً التخلص منها. ولا تتصف بالسلبية فلا يوجد ناجحين سلبيين.

وإياك والتشاؤم فإن كنت تريد شيئاً فحاول الحصول عليه، لعل تشاؤمك ليس له أي أساس من الصحة. أو كما قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم “تفاءلوا بالخير تجدوه”.

ما هي العلاقة بين الثقة بالنفس وقوة الشخصية؟

الثقة بالنفس وقوة الشخصية مفهومان مترابطان جداً، فلن تقابل قوى الشخصية وضعيف الثقة بالنفس، ولا ضعيف الشخصية وواثق بنفسه. ولعل من أبر صفات الشخصية القوية هي ثقته بنفسه وعدم خوفه من النقد أو من رأى الأخرين فيه.

وفي النهاية أحب أن أقول أن الثقة بالنفس لها نوعين: أحدهم تكون فطرية وهذه من الممكن أن تكون موروثة أو يتعلمها الفرد من والدية بالقدوة، والأخرى مكتسبة يتعلمها الفرد من خلال خبرات وتجاربه في الحياة.

فإن لم تكن الثقة بالنفس لديك بالفطرة فأحرص على تعلمها، بل وثقلها. وإن كنت ممن يتحدثون عن حقيقة التنمية البشرية، فقد تحدثت عن هذا الموضوع قبل ذلك.