{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (سورة الغاشية الآية: 17 )
تمكن الإنسان بفضل العلوم الحالية والتكنولوجيات المتطورة من تسهيل حياته اليومية بشكل كامل، بما في ذلك قدرته على التنقل من مكان إلى آخر.فقد اخترع الطائرة للتنقل جوا والسيارة برا فضلا عن السفينة بحرا، إلا أن كل هذه الوسائل لا تخلو من العجز فالكمال لله سبحانه وتعالى.
فإذا أخذنا السيارة على سبيل المثال، قد تكون الوسيلة المناسبة للإنسان للتنقل من مكان إلى آخر بسرعة كبيرة، إلا أنها لن تتمكن من نقله بهذه السرعة والكفاءة داخل الصحراء الواسعة، فإذا تحملت الحرارة المرتفعة لن تقدر على توفير البنزين، وإذا تمكنت من ذلك فلن تتمكن من الاستمرار في التحرك دون أن تعاني من انغراس عجلاتها في الرمال الشاسعة.
لهذا يدعونا الله تعإلى في الآية الكريمة إلى النظر والتأمل في خلق الإبل، فحرارة الصحراء الحارقة مميتة لباقي الحيوانات الكبيرة لكن الجمل خلق خصيصا لخدمة الإنسان في هذا الجزء من البر ولكن هذه قدرة على العيش في الصحراء لم تأتي من فراغ فبالرغم من قلة الماء والطعام، تستطيع الإبلتحمل الجوع والعطشلمدة قد تصل إلى 8 أيام بدون طعام ولا شراب، زد على ذلك أنه فور عثورها على نبع ماء تسارع إلى الإرتواء منه، حيث أنها قادرة على شرب 130 لتر في شربة واحدة، بينما قدرته على تحمل الجوع راجعة إلى استطاعته تخزين الطعام في السنام الموجود على ظهره حيث يدخر فيه ما يقارب 40 كلغ من الذهون، فضلا عن ذلك فأن الجهاز الهضمي للجمل خلق ليكون قادرا على تناول جميع النباتات الشوكية المنتشرة في الصحراء. و قد خلقت الإبل أيضاً بنظام حماية خاص ومتكامل لمقاومة الرياح والعواصف الرملية التي تحمل معها حبيبات رمل معمية وخانقة فهي تتمتع بجفون شفافة مما يسمح لها بالرؤوية حتى إن كانت أعينها مغلقة كما أنه في أنف الجمل تصميم خاص حيث أنه بإمكانه إغلاقه لحظة حصول العواصف الرملية للجمل أيضاً طبقات جلد صلبة وسميكة توجد في مواضع جسمه المعرضة للإحتكاك بالرمال الحارقة عند الجلوس حتى تحميه من حرارتها