منذ طوفان الأقصى والمُتابع العربي في حالة من الصدمة؛ ما بين إعجاب وخوف، أمل في خضم ألم… لكن يبقى السؤال كيف جاء أبناء الشتات إلينا؟ أ بعوضة توقع رجلً فتي! أنَّى لهذا الجسد الترنح وهو ابن العروبة والإسلام!
الحقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتواجد هنا لقوته بل لضعفنا وقلة حيلتنا؛ جاءت إسرائيل والعرب في حيرة من أمرهم بين الشرق والغرب بين الملكية أو الجمهورية وبين هذا وذاك تفرق شملنا وتقطع جمعنا فلم نعد أمة واحدة بل أصبحنا شعوبًا وقبائل شتى! لم توحدنا اللغة ولا الدين ولا الدم فهل توحدنا إسرائيل!
ولست في استعراض شواهد وأسباب نشأة هذا الكيان المهترئ والخوض في دروب التاريخ والسياسة، لكننا إن تركنا ماضينا دون أخذ العبر منهم فلا خير لنا ولا فينا!
أطالع أحداث غزة ليل نهار شأني في ذلك شأن الجميع ولكني ما بين فترة وأخرى أجد حديثًا خبيثًا حول المقاومة الفلسطينية! بعضهم يهمز ويلمز حول إيران وحزب الله وكيف تساند الشيعة المقاومة! وبين استفهام وتعجب تضيع القضية! ما المشكلة يا عزيزي بين السنة والشيعة! لماذا نبحث عن أمور تفرقنا! هذا مسلم وذاك مسلم! ولست أردت أن تعرف كيف ضاعت فلسطين فمن هنا تأتي الإجابة!
لم يقل الشيخ عز الدين القسام السوري ولا أحمد عبد العزيز المصري ومالي ومال الأرض! لا الأرض أرضي ولا الناس أهلي! بل الإجابة دمائهم تروي الأرض المقدسة!
فرقنا بني صهيون وصنعوا بينا الفرقة وجعلوا الفتنة سلاحهم فهذا سني وذاك شيعي وهذا فلسطيني وهذا مصري وذاك سوري!
إننا في حرب مع عدوًا فاقدٍ للشرف لم يترك رذيلة إلا وهما بها! فقتل الأطفال، ولم يرحم صبيًا ولا شيخا ولم يعرف شرفًا ولا نخوة، فما لكم تنصرفون عن قضيتكم وانشغلتم بهوامش القضايا.
فجأة وجدنا قضايا تفتح في أقطار شتى وتفجيرات واغتيالات كانت في الماضي تقيد ضد مجهول! فهل ما زلنا لا نعرف من هو المجهول!
إن إسرائيل لن تترك شيئًا مشروعًا وغير مشروعًا إلا ستفعله!
ستصنع فتنة بين شعوب العرب، بل أستطيع القول بين أي شعب مؤيد للقضية الفلسطينية! سيتم هذا عبر أنُاس كنا نعتقد سابقًا أنهم صناع رأي وأهل ثقافة ونخبة فاعلة لكنهم في حقيقة الأمر ما هم إلا صناعة بني صهيون يتحدثون بلسان عربي وبقلب عبري!
فاحذروا فتن بني صهيون عبر حملات عنكبوتية وحسابات مخابراتية تسعى لخلق الفتن؛ وتحطيم السردية الفلسطينية! ولكن هيهات هيهات! ستبقى فلسطين وحتمًا إسرائيل إلى زوال.