محمد إبراهيم:يكتب
انتشرت ظاهرة الانتحار في المجتمع بشكل كبير بين الشباب والفتيات، فمنهم من ينتحر من أجل عدم تحقيق مجموع جيد في الثانوية العامة، فينظر إلى نفسه يجد أن مجهود العام قد ذهب هباء منثورا فيتخذ قرار بالانتحار، وآخر ينتحر من ضيق العيش ونقص المال مثال، رب البيت لا يجد ما ينفقه على أبنائه فيشعر بثقل الحمل فيمل ويتخذ قرار بالانتحار، ومنهم أيضا من ينتحر من أجل الفشل في قصة حب، وآخرين ضحايا لخداع المشاعر كما تابعنا في قضية ذبح فتاة المنصورة <نيرة> يشعر الشاب أن الحياة انتهت دون من يحب فيتخذ قرار أن ينتحر سواء كان شابا أو فتاة.
حتى شعر المجتمع بالملل حينما نسمع كل يوم خبر انتحار فيسأل الجميع، كيف في لحظة يتخذ شاب أو فتاة قرارا بالانتحار والتضحية بالمستقبل، وكل ما يتعلق به ومن السبب ومن المسؤول عن انتشار ظاهرة الانتحار؟
أسئلة كثيرة تدور في عقول العالم وليس مجتمع بعينه فنجيب على القليل منها.
- أولا: ما هي أسباب انتشار ظاهرة الانتحار؟
لربما يكون أول أسباب هذه الظاهرة هي ضغوط الحياة الأسرية، حينما يضغط الأب أو الأم على الأبناء دون سبب يستدعي هذا الضغط فيصاب الشاب أو الفتاة بملل من الحياة والدخول في حالة اكتئاب حادة، تجعل فكرة الانتحار عند الأبناء أهون من الحياة مع الأهل، وهذا إن دل فإنما يدل على جهل الآباء والأمهات بفنون التربية فأصبح الأمر كما نشاهد انتشار ظاهرة الانتحار بشكل مبالغ فيه للغاية.
- ثانيا: أين دور علماء التنمية البشرية في نشر الوعي في المجتمع؟
كان المجتمع مؤخرا يستمع إلى دكتور <إبراهيم الفقي> أستاذ علم النفس، الذي عمل في برامج عدة على توعية المجتمع ونشر الطاقة الإيجابية وأنارت عقول مظلمة لا تفقه معاني الحياة، لكن في ذلك التوقيت أصبح واضحا جداً غياب علماء التنمية البشرية عن الساحة ولا يوجد توعية للآباء كيف يهتمون بتربية أبنائهم، ولا يوجد نظرة للشباب حتى تتفتح عقولهم كما كان يحدث سابقا، من أجل الشعور بأهمية الحياة وأهمية المستقبل الذي سيبني بهم ومن أجلهم.
- ثالثا: أين دور الأزهر الشريف في توعية الأمة للقضاء على ظاهرة الانتحار؟
يجب على الأزهر، أن يعلم أنه مسؤول كامل المسؤولية عن نشر الوعي والثقافة الدينية في المجتمع، يجب نشر ثقافة الحلال والحرام، كما يجب أن يقوم الأزهر الشريف بتأسيس برامج دينية لتعزيز الحياة في عقول الشباب، وتفسير خطورة قتل النفس وتحريمها في الإسلام.
يجب على مؤسسة الأزهر الشريف أيضا الإكثار من الندوات الدينية لتفسير آيات قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، حتى نستطيع القضاء على ظاهرة الانتحار ليس في مصر فحسب ولكن في الوطن العربي أيضا.
- رابعا: أين ذهب دور الصحافة والإعلام للقضاء على ظاهرة الانتحار؟
في اعتقادي الشخصي كانت التوعية الإعلامية والصحفية لها تأثيرا على المجتمع في محاربة تلك الظاهرة، أم الآن وبعد انحدار الصحافة والصحفيين عن الهدف المهني الأساسي، فشعرالمجتمع بغياب تام للتوعية الإعلامية والصحفية، ولا أكون مزايدا إن قلت إننا نشعر الآن بغياب تام لدور الصحافة والإعلام في نشر التنمية البشرية والذي يتمثل في وعي وإنارة عقول الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.
- خامسا: أين دور أطباء علم النفس في القضاء على ظاهرة الانتحار؟
يجب ألا ينتظر أطباء علم النفس أن يأتي إليهم المريض أو من يشعر في نفسه ببدايات العرض النفسي أو الاكتئاب، يجب في ذاك التوقيت الحرج ظهور أطباء علم النفس على الناس بشتى الطرق سواء على مستوي التلفاز أو الصحافة، والاهتمام الأكبر بنشر الوعي على مواقع الصحافة الإلكترونية، لتكون متاحة في أي وقت للاطلاع عليها من قبل الآباء والأبناء.
وختاما، يا شباب الأمة، اعلموا أن أرواحكم هي ملك لله وأمانة عندكم فحافظوا عليها، وقبل أن تفكروا في الانتحار تذكروا قول الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)،
صدق الله العظيم.