محمد إبراهيم:يكتب
هل تعلم أن العلم هو نور الحياة؟ هل تعلم أن العلم هو الذي يبني الأمم؟ هل تعلم أن العلم ينشر الأخلاق بين المجتمع؟ فدون علم لا توجد حياة دون علم تنتشر الفوضى الأخلاقية، دون علم لا يوجد حياء ولا استحياء، ولكن ما يحزن القلب أن نجد انتشار مافيا تجار العلم في المجتمعات وللأسف الشديد نجد من يتاجر بالعلم الذي هو نور الحياة هو {المعلم}
نعم، وبيت الشعر الشهير هذا، «قم للمعلم وفـه التبجيـلا.. كـاد المعلم أن يكون رسولا» يدل علي قدر المعلم والعلم في المجتمع، أتذكر قديما كان المعلم قدوة المجتمع نجم صاعد في السماء في نظر الطالب، ولكن تحول الأمر إلى إهانة منذ اتجاه المعلم إلى الدروس الخصوصية والتنازل عن شرف المهنة والهيبة والكرامة، عندما قبل المعلم أن يذهب إلى بيت الطالب ويمد يده له ليأخذ المال مقابل بيع العلم له في درس خاص، بلا شك أن العلم في زمن السنوات الخداعات الذي نعيش فيه أصبح تجارة، مافيا تتحكم في أسعار الدروس الخصوصية خصوصا ونحن اليوم نعيش في حالة طوارئ مثل كل عام بسبب الثانوية العامة.
يأتي الآن دور أسئلة كثيرة يجب أن نجيب عليها بكل وضوح وشفافية ولكن سنذكر منها القليل من الكثير.
- أولا: ما هي مافيا تجارة الدروس الخصوصية؟
هي مجموعة من المعلمين وآخرين لا ينتمون إلى مهنة التدريس، ولكن يمتلكون أماكن تصلح سناتر للدروس الخصوصية لسعة المساحة التي تتميز بها وتنظيمها وتقسيمها إلى فصول، يجتمع المعلمون الذين يتاجرون بالعلم في هذه السناتر ويتم استئجارها مقابل مبالغ باهظة، ويتم إعلان السنتر عن المواد الدراسية المتاح تدريسها في هذه الأماكن مقابل المال والذي يصل سعر المادة الواحدة إلى خمسمائة جنيه ولله الأمر.
- ثانيا: كيف يساعد الأهالي أو أولياء الأمور في انتشار تلك المافيا؟
للأسف الشديد يعيش المجتمع منذ سنين عدة حالة إرهاب من شبح الثانوية العامة، الذي ينتهي في المنازل معظم الأحيان إلى انهيار عصبي وحالات انتحار، من كثرة حرص الأسرة على مستقبل أبنائهم ومن أجل الوصول إلى مجموع يعادل القبول في الكليات، يذهب الأهالي إلى مافيا الدروس الخاصة ودفع مبالغ باهظة على أمل نجاح الطالب ولا يعلم الأب أو الأم أنهم بتلك الطريقة يساعدون على انتشار فيروس تجارة العلم في مصر والقضاء نهائيا على التعليم.
- ثالثا.كيف تساعد الدولة في انتشار تجارة الدروس الخصوصية؟
في جميع القضايا التي أكتب بها لا تخلوا من إلقاء المسئولية الكبرى على عاتق الدولة، لأنها أساس البنية التحتية للمجتمع، عندما يكون راتب المعلم لا يكفي العيش بحياة كريمة ويلجأ إلى تجارة الدروس الخاصة إذا الدولة تساعد على انتشار هذه التجارة بشكل كبير عندما يتم التجاهل من قبل الدولة، لهذه السناتر التي يتاجر المعلم فيها بالدروس الخاصة ولا تقوم بإغلاقها إذا الدولة تساهم في نشر هذه التجارة التي تم تدمير التعليم بالفعل بسببها.
- رابعا.كيف يحارب المجتمع تجارة الدروس الخصوصية؟
سؤال هام جدا، وللأسف الشديد قل من يتفكر في هذا السؤال.
تغير الثقافات، نعم يجب على المجتمع تغير ثقافته وعدم الاقتناع أنه إن لم يذهب الطالب إلى الدرس الخاص لم ينجح، إذا تم تغير هذا المفهوم الخاطئ سيتم القضاء على مافيا الدروس الخاصة، يجب على المجتمع أيضا أن يعمل على زرع الثقة في أبنائهم، أنهم يستطيعون الاعتماد على النفس والنجاح دون الاعتماد على الدروس الخاصة، كما يجب عدم رفع حالة الطوارئ في البيت لأنها تعود بالضغط العصبي على الطالب ويتسبب بعدم التركيز والشعور بعدم الثقة بالنفس والخوف والرهبة، واعلموا أن كل شيء قدر ونصيب ومن لم يحقق نجاح اليوم بلا شك بثقتك في الله سيتحقق غدا، اقترب من الله ولا تحمل هم المستقبل وختاما.
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.