تعيش كرة القدم المصرية حالة من الضعف والتواني في تلك الفترة، التي مر بها عدة أجيال منهم من ظلموا في عالم كرة القدم ومنهم من فاتته فرصة التعبير أو توضيح موهبته حتى.
تدهور الحال مع المنتخبات المصرية وخاصة المنتخب الأول
فبعد أن كان المنتخب المصري أحد المنتخبات العتيدة في إفريقيا وكانت كل منتخبات القارة تخطط له الخطط وتعمل لمواجهته ألف حساب أصبحت الآن المنتخبات الأفريقية تتمنين اللعب معه وتأمل ذلك فهم يقولون إن مباريات منتخب مصر صارت سهلة وفي المتناول وان منتخب مصر لم يعد كالسابق في فترة الجيل الذهبي وفترة المعلم حسن شحاتة ولاعبيه الكبار مثل أبي تريكة وعماد متعب ومحمد بركات وغيرهم من الأسماء العالمية التي أتت في جيل شرف كرة القدم المصرية وصنع إنجازات كبيرة لا يمكن تخطيها حتى الآن منها الفردي والجماعي.
وعندما ننظر إلى منتخب مصر في الوقت الراهن نجد أنه قد أصيب بالضعف والوهن في عدة مراكز علي أرضية الملعب نتيجة لعدم توافر لاعبين بجودة عالية كالسابق في هذه المراكز.
ومن هذه المراكز التي يواجه المنتخب صعوبة فيها هي مركز رأس الحربة المهاجم يشهد هذا المركز ندرة بشكل كبير في مصر حيث لا يوجد في مصر وأنديتها مهاجم سوبر قادر على إنهاء المباريات فحتى أن أكبر ناديين في مصر وهما الأهلي والزمالك لا يوجد بهما مهاجما قويا يستخلص الكرات أو مهاجم صاحب إنهاء مميز أو مهارة عالية.
يأتي بالترتيب بعد مركز المهاجم مركز المدافعين الأيمن والأيسر به مشكلة وهي أيضا عدم وجود لاعبي أصحاب مستو ثابت وحتى في وجود لاعبين مميزين فإنه يصعب تعويضهم عند الإصابة مثل لاعب النادي الأهلي المقاتل أكرم توفيق الذي يقدم مستويات جبارة لفريقه فبديله محمد هاني مثلا في الفريق يعاني من تذبذب في المستوى وعدم التركيز في الملعب لعدة مباريات.
ومن هؤلاء أيضا لاعب ناد الزمالك أحمد فتوح الذي يعتبر أفضل ظهير أيسر في مصر ومنتخبها لا يوجد له بديل آخر بنفس إمكانياته يعوض غيابه هذه هي أبرز مراكز المنتخب التي يعاني من الضعف فيها.
يجب العلم أن كرة القدم ليست كسابق عهدها إنما تطورت وأصبحت تتطلب إمكانات كبيرة لدى اللاعبين مثل التأسيس البدني الصحيح واستغلال أنصاف الفرص وعدم إهدارها ويجب أيضا تقسيم المباراة إلى مراحل معينة ويتم التعامل مع كل مرحلة علي حدة حتى تتمكن اللاعبون من مجاراة إيقاع المباريات السريع وتجنبا لحدوث إصابات.
وليس هذا وحسب ولكن يجب أيضا علي أصحاب القرار في كرة القدم المصرية سواء وزارة الرياضة أو القيادات باتحاد الكرة العمل علي التنظيم والتخطيط لمستقبل الكرة المصرية وإعادتها إلى سابق عهدها من يقول إن منتخب مصر الحالي هو منتخب مصر الذي هزم إيطاليا أو هو من كاد أن يدك حصون السامبا بقوة وعزيمة لاعبيه الأبطال.
التخطيط والعلم أصبحا هما الطريق للنجاح المستمر المتعاقب علي الأجيال.
ويبقي لنا الآن سؤال يراود مسامعنا متى سترجع الكرة المصرية إلى عهدها الأول أو متى سيتم التخطيط الجيد لمستقبل الكرة المصرية.
من المؤسف أن دولا ومنتخبات كثيرة كنا لا نسمع عنها أبدآ هي الآن متقدمة علينا في التصنيف العالمي للفيفا.
في وجهة نظري أن الإصلاح على مستوى المنتخبات يبدأ من الأسفل أقصد من أكاديميات كرة القدم والشباب في مصر وقطاعات الناشئين التابعة لأندية كرة القدم في مصر،
ولا يكتفي بذلك بل يجب الاستعانة بمجموعة من الكشافة ومكتشفي المواهب الأكفاء للبحث في كافة قطاعات الأندية ومراكز الشباب على مستوى الجمهورية.
بلدنا مملوءة بالخير والمواهب والفنيات العالية،
فمن يبحث ويتقصى يجد ما يحتاجه المنتخب من لاعبين ونواقص وسيتحسن أداء المنتخب في المسابقات لتكون هذه الخطوة بوابة لإرجاع المنتخب على طريقه المستقيم ووضعه الطبيعي، في القارة الأفريقية.
وأنا لم أذكر طبعا المحترفين المصريين في أوروبا فهم يمثلون حصنا حصينا للمنتخب.
ولا يخفي عليكم أنه ليس من الشرط لكي ينجح المنتخب في المنافسة أن يكون كل الفريق من المحترفين في أوروبا فالجيل الذهبي لم يكن عدد المحترفين فيه كثير فلم يتخط الثلاثة أو الأربعة لاعبين فقط.
وهناك عدة تجارب وبرامج أفريقية يمكن الاستفادة منها مثل تجربة السنغال أو التجربة النيجيرية.
وبهذا ينتج لدينا جيل كامل مبني جيدا ويقظ فنيا من اللاعبين قادر على المنافسة وبقوة.