في بلد تشرق فيه الشمس طوال العام، كيف يمكن أن يكون انقطاع الكهرباء هو الحل لمشكلاتنا؟
مصر، التي تتمتع بثروة طبيعية من الطاقة الشمسية، تفتقد استراتيجية فعالة لاستغلال هذه النعمة، حيث أن الاعتماد على قطع الكهرباء لتوفير الغاز والمال ليس إلا حلاً مؤقتًا وغير مستدام.
سنحاول استعراض فرص عديدة متاحة لاستغلال الطاقة الشمسية بشكل فعال ومستدام، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي.
استغلال المدارس والمباني الحكومية:
في مصر، توجد حوالي 50 ألف مدرسة حكومية و400 ألف مبنى حكومي، يمكن استغلال أسطح هذه المباني لإنشاء محطات طاقة شمسية توفر الكهرباء للمرافق التعليمية والحكومية، مما يساهم في تقليل الفواتير الكهربائية لهذه المنشآت وتحقيق وفر كبير في الطاقة.
الطرق والكباري:
يمكن تركيب شبكات صغيرة للطاقة الشمسية على جوانب الطرق والكباري التي تمتد على طول 150 ألف كيلومتر في مصر، هذه الشبكات يمكن أن تُستخدم لإنارة الطرق والمرافق القريبة.
دعم الفلاحين:
يستهلك الفلاحون في مصر سولار بقيمة 2 مليار دولار سنويًا لري أراضيهم، يمكن تقديم قروض بدون فوائد للفلاحين لإنشاء محطات طاقة شمسية صغيرة، مما يوفر لهم الطاقة اللازمة للري ويقلل من استهلاك السولار.
المباني الجديدة:
يجب أن يُلزم كل مبنى جديد يُبنى في مصر باستغلال الأسطح في إنشاء محطات طاقة شمسية، هذا الشرط يمكن أن يزيد من عدد محطات الطاقة الشمسية ويعزز من إنتاج الطاقة النظيفة في البلاد.
قطع الكهرباء في مصر:
الاعتماد على قطع الكهرباء لتوفير الغاز والمال يعكس غياب رؤية مستدامة لإدارة مواردنا الطبيعية، يمكن لمصر، من خلال استغلال الطاقة الشمسية، أن تحقق وفرًا كبيرًا في الغاز وتقلل من التلوث البيئي، دون الحاجة إلى اللجوء إلى قطع الكهرباء الذي يؤثر سلبًا على حياة المواطنين.
في حين أن الشمس تشرق دائمًا في مصر، فإن قطع الكهرباء ليس الحل الأمثل لمشكلات الطاقة لدينا، استغلال الطاقة الشمسية يمكن أن يكون حلاً طويل الأمد ومستدامًا لتلبية احتياجاتنا الكهربائية، حيث إن الاستثمار في الطاقة الشمسية ليس فقط خيارًا بيئيًا، بل هو أيضًا خيار اقتصادي واجتماعي يصب في مصلحة الجميع، لنضيء مستقبلنا بشمسنا، ولنحول الطاقة الشمسية إلى حجر الزاوية في استراتيجيتنا الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك