إن الدراما المصرية حافلةٌ بالأعمال الفنية الناجحة والشهيرة ولعلَّ أكثر أنواع الدراما نجاحاً هي تلك التي تتناول أحداث الشارع المصري والأسرة المصرية البسيطة؛ فهي تعد لوناً دسماً من ألوان الدراما غنياً بالأحداث والمواقف المتنوعة والشيقة التي يتبارى فيها المخرجون والمؤلفون ليُظهِروا إبداعهم للجمهور، ومن أفضل هذه المسلسلات وأكثرها نجاحاً هو المسلسل الخالد “لن أعيش في جلباب أبي” الذي يحكي قصة الحاج عبد الغفور البُرَعِي تاجر الخُردَة البسيط الذي بدأ حياته فقيراً ووحيداً، لكنه مع ذلك اجتهد وكافح واعتمد على نفسه حتى أصبح من كِبَار تُجَّار المنطقة، ثم يتزوج من فاطمة والتي كانت تعمل في محل لبيع “الكُشَرِي” وينجب منها أربعة بنات وابنه الوحيد عبد الوهاب، ولكن عبد الوهاب لم يكن كأبيه فقد كان ذا شخصية عنيدة ومُتَمَرِّدَة ولم يرد العمل في مجال والده وأصرَّ على بدء حياته من الصفر بالطريقة التي تعجبه، فكان يسافر إلى الخارج ليعمل في مجالات مختلفة، وعلى الرغم من أنه لم يُوَفَّق في ذلك إلا أنه كان لا يزال مُصِرَّاً على الاستقلال عن والده رافضاً أن يعيش في جلباب أبيه.
المسلسل من تأليف مصطفى محرم وإخراج أحمد توفيق بطولة الراحل نور الشريف، الفنانة القديرة عبلة كامل ومحمد رياض وقصة المسلسل مأخوذة عن رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وتم بَثُّه لأول مرة في 21 يناير عام 1996.
كان تصوير المسلسل وإعداده بمثابة رحلة شاقة مليئة بالصعوبات والمتاعب، ولكن على الجانب الآخر كانت كواليس المسلسل حافلةً بالمواقف الطريفة، حيث ذكرت الفنانة “وفاء صادق” أثناء استضافتها في برنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا” أن كُلاً من نور الشريف وعبلة كامل ومحمد رياض وناهد وحنان ومنال كانوا يشعرون فعلاً بأنهم أسرة واحدة مترابطة حتى فيما وراء الكواليس، فقد كانت الفنانة عبلة كامل أحياناً تقوم بإعداد الطعام بنفسها لزملائها ولفريق العمل وكأنها فعلاً رَبَّةُ الأسرة، وكانوا يتعاملون فيما بينهم على أساس هذا الترابط الأسري وهو ما انعكس على أدائهم خاصة في المشاهد العائلية مثل مشهد “فرح سنية” وهو من أكثر المشاهد المحببة إلى قلوب الجمهور حيث تصدر هاشتاج فرح سنية مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة قريبة، وأضافت الفنانة وفاء صادق أن المخرج أحمد توفيق طلب منهم ان يُؤَدُّوا هذا المشهد بعفوية تامة كي يصل إلى قلوب الجمهور بصدق، وقالت كذلك إن كواليس مسلسل لن أعيش في جلباب أبي كانت من أجمل الذكريات التي لا يمكن أن تُنسَى.