في ذكرى رحيل العملاق محمود مرسي مقتطفات من أراءه وخبايا وأسرار في حياة عملاق السينما المصرية
في مثل هذا اليوم منذ 13 عام، بالتحديد في يوم 23 من شهر إبريل لعام 2004، غادر الفنان الكبير وعملاق السينما المصرية “محمود مرسي” الحياة، عن عمر ناهز 81 عام، حيث رحل عن عاملنا في هدوء تام، وتم إعلان خبر وفاته بعد أن تم دفن جثمانه، وقد توفي “محمود مرسى”، على أثر ازمات متعددة أصابته في الكلى بسبب التدخين بشراهة في اخر أيامه، ويعتبر محمود مرسي من أعلام التمثيل الذي اثرى السينما المصرية بأدوارمختلفة ومتميزة، فكان يجبرك على كرهه، في دور “عتريس”، ويجبرك على حبه والتعاطف معه في دور “أبو العلا البشري”، يتقمص الشخصية التي يؤديها ليجعل المشاهد يتفاعل معها بكل عواطفه، ليرسي بذلك قواعد مدرسته الخاصة في التمثيل.
بداية محمود مرسي في التلفزيون المصري:
كانت بداية الفنان “محمود مرسي”، في التلفزيون المصري عام 1960، حيث بدأ مشواره الفني كمخرج، وأخرج عدد من تمثيليات السهرة، كما عمل أيضًا “محمود مرسي”، أستاذًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي عام 1968 جمع “محمود مرسي” بين تدريس الإخراج السينمائي وتدريس التمثيل في المعهد العالي للسينما.
وقد كان الفنان “محمود مرسي” قليل الظهور بوسائل الإعلام ويكاد يكون مقاطعًا لها، فهو يرى أن يترك أعماله الفنية تتحدث عنه، ولكن بالرغم من ذلك كانت هناك بعض اللقاءات الصحفية النادرة مع الفنان الكبير “محمود مرسي” وسوف نعرض لكم الآن بعض المقتطفات من كلام مرسي والتي تكشف لنا جوانب من ارائه الشخصية يقول مرسي:
مقتطفات من أقول الفنان “محمود مرسي”:
“أنا لا أجيد الكلام، وبالنسبة للإذاعة الناس تسمعني في الأعمال التي أقوم بها، وبالنسبة للتليفزيون الناس بتشوفني في أعمالي.. يبقى عايزين أتكلم ليه؟!”
“لو كان الجاني الذي اعتدى على نجيب محفوظ قرأ روايته “أولاد حارتنا” لما طاوعته يده الآثمة على أن تمتد إلى عنق هرم مصر الرابع لتنال منه ومن مصر كلها”.
“تمنيت تجسيد شخصية الليث بن سعد لأنه خير مثال للإسلامي المستنير، ونحن في أمسّ الحاجة لمثل تلك الشخصيات، التي تحمل مبادئ الإسلام وأفكاره الحقيقية، في وسط حفنة من العقول الظلامية التي تريد النيل من شبابنا”.
“قدّمت شخصية السيد عبد الجواد في “ثلاثية” نجيب محفوظ في التليفزيون بمنظور جديد، يختلف عن أداء العزيز يحيى شاهين الكلاسيكى الذي قدّمه في أفلام حسن الإمام”.
“حكاية ضيف شرف ليوم واحد في منتهى السذاجة، ولا يقبل بها فنان محترم على الإطلاق ليعمل باليومية مثل النجار والسباك”
“التمثيل بالنسبة لي في جميع المراحل كان أقرب إلى الكرة التي أحاول التخلص منها فأقذفها بقوة، وعلى طول يدي وإلى آخر المدى لكنها ترتطم بالجدار لتعود لي أكثر قوة”.
“انفصال والدي عن والدتي أثّر في نفسي على المدى الطويل بالغ الأثر، ذلك أن درجات من الشك والإحساس بعدم الأمان والقلق ظلّت ملازمة لي طوالل حياتي”.
“أقاطع الصحافة توفيرا لطاقتي الذهنية والبدنية”.
“في فيلم “شيء من الخوف” قالوا عن “عتريس” إنه رمز للتسلّط والاستبداد، وأنه يجسّد شخصية جمال عبد الناصر كديكتاتور، وأتى الإنصاف من ناصر شخصيا، عندما سمح بعرض الفيلم بعد مشاهدته قائلا: إذا كان هناك فيلما يستطيع أن يهز نظاما فلا أهمية لهذا النظام ولا ضرورة له”.
“زكي رستم أفضل ممثل جاء في هذا البلد على الإطلاق”.
“ابني الوحيد علاء من الفنانة سميحة أيوب هو كل ما خرجت به من الدنيا، وهو منذ طفولته يميل للعلم، وإلى كل ما هو جديد، وأعتبره صديقا وأخا أكثر من كونه ابناً، وعندما نلتفي يبوح كل واحد بأسراره للآخر، فلا توجد بيننا حواجز تمنع التواصل، الاختلاف الوحيد هو نظرة كل منا للمرأة، فتجاربي جعلتني أفكر ألف مرة قبل السماح لها بدخول حياتي، أما أحمد فيرى أنها الحياة التي لا يمكن الحياة بدونها”.
“لا أكره المرأة ولكن لأنني أفهمها أتعامل معها بحذر”.
“أحيانا أذهب إلى الاستوديو بمزاج متعكّر، دون تصورات محددة عن الطريقة التي سأنفذ بها مشاهدى، عندئذ يأتي دور زملائي في تنشيط طاقتي، فمثلا عندما كنت أمثل دور “عبد الهادي” في مسلسل “زينب والعرش” كان حسن يوسف ذلك الإنسان الجميل هو ملهمى في كثير من الأحيان، بتعبيراته وعينيه المعبرتين عن براءة ونقاء الشخصية التي يؤديها، ما أعطاني مفاتيح العديد من المواقف”.
“لا أكره المرأة ولكن لأنني أفهمها أتعامل معها بحذر”.
“معظم الأعمال الفنية المعروضة عليّ سيئة، وعندما قررت أن أختار أحسن السيء وجدت أن جميعه سيء جدا”.
“قاطعت السينما لأنني لا أجد السيناريو الذي يرضيني والقصة التي تشبعني منذ آخر فيلم لي وهو “حد السيف”، الذي لعبت فيه دور المدير العام العاجز عن تدبير النقود لتزويج ابنته، ويهوى العزف على آلة القانون، ويعمل لدى راقصة مشهورة، وكانت الراقصة هي الفنانة نجوى فؤاد منتجة الفيلم”.
عن رأيه في المطرب الشعبي أحمد عدوية وأغنيته “السح دح امبو”: “نعم وماذا في ذلك؟ إنها أفضل من معظم أغاني هذه الأيام وأحمد عدوية فنان شعبي حقيقي تخرّج من الحارة المصرية، وأنا أرى أنه يجب أن يكون للحارة أغانيها وللغرز والمقاهي والمواخير والطوائف المختلفة أغانيها أيضا”.
“لا أدري سببا لهذا الطوفان من التفاهة في السينما والمسرح والتليفزيون، فالملايين تُنفق على أعمال تافهة، وقد عُرضت علىَّ عشرات السيناريوهات لمسلسلات تليفزيونيو بعد مسلسل “لما التعلب فات”، الذي عُرض في رمضان، ورفضتها لأنها تافهة والأدوار هامشية، وآخرها مسلسل “محمد على الكبير”، الذي كان سيخرجه الراحل حسام الدين مصطفى، وقد عُرض على دور عمر مكرم، وقرأته فوجدت كل الأدوار هامشية بجانب دور حسين فهمي وهو محمد علي”.
“محمد هنيدي ممثل محدود القدرات، ربما يضحك الناس، لكنه غير قابل للتطوير، ولن يصل أبدا إلى مقدرة عادل إمام، وهناك آخرون مثله في القدرات المحدودة، مثل علاء ولي الدين وآخرين لا أذكر أسمائهم، وفيلم الواحد منهم يكلّف ملاليم ويدرّ عليه ملايين، والتفسير الوحيد هو أن طوفان التفاهة طاغ، وعموما أنا لا أشاهد التليفزيون المصري ولا أذهب إلى السينما أو المسرح”.