تعد بوليوود من أوائل صُنَّاع السينما في العالم فهي تشارك بنصيب وافر في صناعة الأفلام وتقدم لنا عدداً كبيراً من الأعمال السينمائية الراقية والهادفة التي تحمل رسائل نبيلة وتناقش قضايا إنسانية تهم المشاهد، وقد تأثرت السينما الهندية كثيراً بالإسلام نظراً لأنه يعتبر ثاني أكبر ديانة في الهند بعد الهندوسية إذ يشكل المسلمون حوالي 14.2% من إجمالي سكانها، وهو بالطبع ما انعكس على ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية والفنية في الهند وبالتالي تأثرت السينما أيضاً، فقد أنتجت بوليوود العديد من الأفلام التي تتناول قضايا الإسلام والمسلمين وكذلك الاختلافات بين عقائد الإسلام والديانات الأخرى كعبادة البقر وحرق الموتى وغيرها، ولكن ذلك عَرَّضَ تلك الأفلام لكثير من الهجوم والانتقادات بسبب تَطَرُّقِهَا لمثل هذه القضايا الحساسة رغم النجاح الواسع الذي حققته، كما لَمَعَ عدد من النجوم المسلمين في سماء بوليوود وأصبحوا من أشهر الممثلين العالميين أمثال “شاروخان” و”عامر خان” و”فريدة جلال” وغيرهم الكثير، ولعل أبرز الأفلام الهندية الإسلامية وأكثرها نجاحاً هو فيلم “اسمي خان” MY NAME IS KHAN الذي صدر في عام 2010 وهو من بطولة “شاروخان”، وتدور أحداثه حول شاب مسلم اسمه “رضوان خان” كان يعاني من مرض التوحد، وبعد وفاة والدته سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأقام عند أخيه “زاكر”، وهناك تعرف على امرأة هندوسية تدعى “مانديرا” كان لديها ابن من زوجها السابق، وفي أثناء إقامته في أميركا وقعت حادثة انهيار برج التجارة العالمي وتعرض المسلمون بعدها لأعمال عنف واضطهاد قُتِلَ على إثرها ابن “مانديرا”، فتطلب “مانديرا” من “رضوان” أن يقابل رئيس البلاد ويناشده بإنصاف المسلمين في هذه القضية وتوفير حياة كريمة لهم.
هذا الفيلم يناقش أيضاً قضية هامة في المجتمع ألا وهي قضية مرضى التوحد، هؤلاء الأشخاص البُسَطَاء الصادقين الذين لا يعرفون الكذب ولا المجاملة وهم أقرب ما يكون إلى المثالية، ومن المعروف عنهم أنهم يفهمون الكلام بمعناه المباشر ولا يستطيعون إدراك ما يسمى بالاستعارة أو المجاز، وكذلك كان “رضوان” بطل الفيلم فعندما قُتِلَ ابن حبيبته “مانديرا” انهارت وطردته من البيت لأن اسمه المسلم تسبب في مقتل صغيرها “سام” فسألها رضوان بلحن بريء: متى سأعود؟! فصرخت في وجهه غاضبة: “لا تعد قبل أن تقابل الرئيس الأمريكي وتخبره بأنك لست إرهابياً”، ومن السهل لأي شخص عادي أن يفهم من هذه العبارة أنها لا تريد رؤيته أبداً، فهي لم تقصد ما قالته حرفياً، ولكن “رضوان” المتوحد فَهِمَ بصدق قلبه ونقاوته أنه لا بد أن يقابل الرئيس الأمريكي بأي طريقة حتى يعود إلى حبيبته، فانطلق في رحلة قاسية وشاقة تَعَرَّض فيها للإهانة والتعذيب وقامت السلطات الفيدرالية باعتقاله بتهمة الإرهاب، فأشفقت عليه “مانديرا” وأخبرته بأنها قد سامحته وأنه ليس مضطراً لمقابلة الرئيس، ولكنه أصر على موقفه وأخبرها أن المسلم يجب أن يفي بوعده، وفي ظل كل هذه الأحداث والمشاهد المؤثرة التي استحوذت على عواطفنا ومشاعرنا تمكن “رضوان” في النهاية من مقابلة الرئيس وقال له: “اسمي خان، وأنا لست إرهابياً”، ولم يَنسَ أن ينقل له تحية الشرطي الذي طلب منه في سخرية أن ينقل تحيته للرئيس إذا التقى به.
وقد حصل الفيلم على عدة جوائز منها جائزة فيلم فير لأفضل ممثل وأفضل مخرج وجائزة الأكاديمية الهندية الدولية للأفلام كما تم تصنيف الفيلم ضمن أفضل الأفلام الهندية، وحظي بآراء إيجابية سواء من النقاد أو المشاهدين.