لا يعرف الكثيرين أن الفنان الرَّحل نجيب الريحاني الضاحك الباكي، رائد الكوميديا المصريَّة والعربيَّة وعملاق المسرح الكوميدي قد كتب مذكراته بكل صراحة وأمانة وصدق، ويقول الريحاني في هذا الصدد في مقدّمة مذكراته:«أمَّا وقد ارتضيت بالكتابة؛ فقد آليت على نفسي أن أملي الواقع مهما حاقت بي مرارته، وأسجل الحقائق مهما كان فيها من ألمٍ، ينالني قبل أن ينال غيري ممن جمعتني بهم أي جامعةٍ»
ومن الطرائف التي يرويها الريحاني في مذكراته، والتي قام بكتابة مقدمتها الكاتب الكبير، ورفيق رحلة الريحاني بديع خيري في النسخة التي صدرت بواسطة دار الهلال العريقة عام 1959 أي بعد وفاة الريحاني بعشر سنوات؛ أن الريحاني بعدما استغنت عنه الفرقة المسرحيَّة التي كان يعمل بها، وبعدما حفيت قدميه سعيًا نحو أي عمل بحسب كلامه؛ أنَّهُ عثر على عملٍ في شركة السُّكر بنجع حمادي.
الريحاني في شركة السُّكر
وتمر الأيَّام ويظهر الريحاني نشاطًا بازغًا في العمل جعله موضع ثناء رؤسائه في العمل، كان منهم “باشكاتب” شركة السُّكر، والذي كان كبيرًا في السن، وعلى نياته كما يقول الريحاني في مذكراته، والأهم أن “الباشكاتب” كان متزوجًا من فتاة صغيرة في العمر آية في الجمال، فارتبط الريحاني بعلاقةٍ عاطفيةٍ معها من وراء زوجها بطبيعة الحال.
وفي يوم من الأيَّام اضطرت الأعمال المصلحيَّة “الباشكاتب” إلى السفر إلى القاهرة في مهمة مصلحية، فقرر الريحاني أن يزور الزوجة -بالاتفاق معها- في بيتها! وعندما حان موعد اللقاء وجد الريحاني باب البيت موصدًا على خلاف الاتفاق الذي أبرمه مع الزوجة، ليقرر العاشق الولهان التسلل إلى منفذ في السقف”منور” البيت، لتحدث المفاجأة الكبرى باستيقاظ خادمة البيت، والتي أعتقدت أن الريحاني لصًا يريد السطو على ما في البيت، فصرخت بصوتٍ مجلجل، فاستيقظ الجيران، ووفد الخفر، وألقي القبض على الريحاني، وكانت فضيحة بجلاجل عندما اكتَّشف المستور بينه وبين الزوجة! وأمام ما حدث من أمر مشين؛ قررت شركة السُّكر فصل الريحاني من عمله وعلى كاهله هذه الفضيحة، ليعود الكوميديان الكبير إلى القاهرة وتحديدًا إلى مقهى الفن بشارع عبد العزيز، دون مأوى ولا سكن ولا حتَّى مليمًا واحدًا في جيبه!
فنان كوميدي كبير مجاش زيه لغاية الآن