العمق واحد من المعاني التي يهتم بها الكثير ويبحثون عنه بشغف مستمر، حتى مدعي السحطية لديه عمق في التفكيرولهم رؤية خاصة ولكن في سفاسف الأمور. والعمق كمعني يقصد به، رؤية البعد الآخر للأشياء والذي يٌعرف بأسم بالبعد الثالث للأشياء أما عن البعد الأول والثاني هما موضوعات أخرى سوف نتحدث لاحقاً. والعمق هو صفة الحكماء والمتأملين في الحياة ولكي يكون العمق عند التحليل والتعامل مع الأمور المتنوعة والأشياء المختلفة في الحياة طبع أصيل بداخلك، لابد أن تتعرف على أنواع العمق وأن يكون لديك القدرة على دمج كل أنواع العمق لتكون أكثر تأثير في ذاتك والآخرين.
النوع الأول للعمق في التفكير فهو: عمق الصورة فالصورة، هي أسرع ما يميزه الفرد وذلك لأنها غنية بالتفاصيل من ألوان وأشكال.. الخ، مما يجعل العقل يفكر ويحلل ويتأمل أيضاً فقط بمجرد أن يرها تتحرك تلك الأشياء السابق ذكرها بشكل تلقائي ثم يبدئ الفرد بترجمة الصورة وإبراز المعني الذي تعمق فيه.أما عن النوع الثاني من أنواع العمق هو: عمق الإحساس ويتولد الإحساس من كثرة السمع الذي يجعل الفرد يميز كل ما يمر على مسامعه فيجعله يبحث عن المعني الخفي وراء الكلام ولكي يكون لدي الفرد تميز ناضج وحقيقي عليه أن يتحلى بنقاء القلب فالغيرة والكره والحقد.. الخ كلها معاني غير نقيه تعمل تشويش على القلب فتجعله لا يستشعر بالمعاني الحقيقة وراء ما يسمعه أو ما يشعر به.
وبصفة عامة، إذا كنت ترغب في أن تكون ذو فكر عميق عليك أن تفهم أن عمق الصورة قد يكون أقوى وأسرع في التأثير لكن تأثيره وقتي ومحدود بينما عمق الإحساس تأثيره لا ينسي مهما طال الوقت، يظل عالق في الأذهان حتى الرحيل. وإذا اردت أن يصل معني العمق للآخرين عليك أن تتقن القدرة على توصيل المعني الذي تعمقت فيه، لأن هناك من يعي المعني جيداً ولكنه لا يستطيع توصل ما يعيه للآخرين، فيضيع المعني مهما كان مهم وفي غاية التأثير.وأخيراً تذكر أن، الذكي هو من يستطيع أن يدمج نوعين العمق بسلاسة ويٌسر ويأتي ذلك من خلال التدريب المستمر على التأمل والتعود على النظر للأمور الأشياء من حولنا بشكل مختلف وتذكر أيضاً أنه، ليس بالضرورة أن يكون الجميع على نفس درجة العمق، فنحن ندرك العمق على قدر ما نعي الأشياء.