عمر الجيزاوي، فنان ومطرب شعبي مصري، عرفه الجمهور من خلال العديد من الأدوار التي قدمها على شاشة السينما، وتميزت أدواره بدور الشاب الصعيدي المرح أو الساذج، نال شهرة واسعة بعد أن اكتشفه الفنان الراحل على الكسار من على مسارح وملاهي شارع الهرم الليلية.
ولد الفنان عمر سيد سيد سالم أو عمر الجيزاوي في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1917 ولم يستطيع أن يكمل تعليمه بسبب الظروف المالية التي واجهها في حياته مع أسرته، ولكنه عمل مع والده في ورشة خاصة به.
اشترك الفنان الراحل عمر الجيزاوي في عدد كبير من الأعمال الفنية السينمائية المحفورة في ذاكرة الجمهور، من بينها فيلم فالح ومحتاس، بنت الجيران، مجلس الإدارة، ابن ذوات، الأرض الطيبة، دلوني يا ناس.
و من أبرز المنولوجات التي قام بها، أه ياني يا بوي، أتفضل قهوة، حاسب الفرامل، بدياتي، غني يا ويكا على المزيكا، وبسبب بعض المنلوجات اتهمه الملك بالشيوعية.
كانت بداية ظهور موهبته الفنية عندما كان يعمل في مجال المعمار، وكان يغني للعمال للتخفيف عليهم من متاعب العمل، وأثناء الغناء في أحد أيام العمل، لاحظ أحد المقاولين أن صوته جميل، وعرض عليه أن يغني في فرح ابنته، ومن بعده بدأت الأفراح تنهال عليه ليقوم بالغناء فيها.
في عام 1935 بدأ صيته في الانتشار وعمل وغنى في الملاهي الليلية بشارع الهرم، ودائماً كان يقول رغم ما يحدث من أعمال منافية أثناء عملي إلا أنني لم أنتبه لتلك الأعمال وكنت أفكر بعملي فقط، عندما أنتهي منه أذهب للبيت مباشرةً.
بسبب المنولوجات الفنية الممزوجة بالسياسة اتهمه البوليس السياسي في عهد الملك فاروق بالشيوعية، وكانوا يتوجهون لمنزله مباشرةً لتفتيشه رغم أنهم على علم أنه ليس له صلة بأي جماعة أو حركة سياسية، ولكن كان يتم تهديده فقط حتى يمدح الملك في منولوجاته، وهو ما رفضه الفنان عمر الجيزاوي، وبسبب ما حدث اضطر لاعتزال الفن حتى قيام الثورة.
في أواخر أيام حياته عانى الفنان الراحل من الاكتئاب الشديد بسبب سذاجته مثل ما كان يقدم في أفلامه السينمائية، واشتد عليه الاكتئاب لدرجة كبيرة بسبب تجاهل تكريمه من الجهات المسؤولة أسوة بزملائه في الوسط الفني، إلى أن رحل في 22 أبريل عام 1983.
الله يرحمه ويغفر له