هوجة كبيرة من النقد ظهرت الأيام الأخيرة ضد الفنان عادل إمام، مع خروج التسجيل الصوتي للفنانة نجلاء فتحي، الذي وجهت عدة انتقادات للزعيم، حول علاقته بنظام مبارك وخاصة جمال مبارك والعمل لصالحهم، وليس لصالح الشعب الذي صنع نجوميته، كما هاجمته بشدة لأنه كان دائما وأبدا ضد الإسلاميين في كل أعماله، ومنذ ذيوع صوت نجلاء فتحي على السوشيال ميديا وقد انفتحت أبواب النقد بلا هوادة ضد الرجل.
في مصر أشياء كثيرة تحدث بتقليد طائر البط، الذي يسير خلف بعضه دون وعي أو فهم أو سبب واضح، المهم أن يبادر “الدكر” بالسير فيمشي خلفه كل القطيع، بالطبع لا مجال للدفاع عن عادل إمام، فالرجل له ما له وعليه ما عليه، وله تاريخ فني ضخم بالتأكيد فيه ما يستحق الإشادة وفيه ما يستحق النقد بقسوة، لكن الملاحظة أن الكثير جداً من النقد خرج مؤخرا والرجل فوق الثمانين عاما، لمجرد أن هناك من تجرأ على نقده بقوة مثل نجلاء فتحي.
كنت وما زلت أرى أن أفلام عادل إمام، قد أضحكت الشعب المصري لسنوات طويلة، بصرف النظر عن اختلافنا حول الرسالة التي تقدمها، أو التي يقدمها الزعيم نفسه، وظل هكذا نجم الشباك الأول، حتى عندما دخل على خط المنافسة مجموعة الكوميديان الشبابية في وقتها – محمد هنيدي، ومحمد سعد، وعبد الباقي، وعلاء ولي الدين، ثم جاء أحمد حلمي، الذي نافس الزعيم بقوة على كرسي الزعامة لسنوات ليست قليلة.
رغم المنافسة الشديدة من الجيل الجديد إلا أن الزعيم ظل في الصورة، واستمر بأعماله الدرامية من نجوم الشباك الذين يحققون أجورا بالملايين وأرباح للمنتجين، ربما يكون هو الوحيد من نجوم الفن المصري الذين استمروا على القمة لسنوات طويلة تفوق الأربعين عاما، وما زال يفكر في العطاء والوقوف أمام الكاميرا، والدليل الإعلانات الحالية عن فيلم “الواد وأبوه”.
المآخذ القديمة الثابتة حول أعمال عادل إمام وخاصة السينمائية منها، كنت أرى أن أخطرها نموذجين فيهم خطورة على المجتمع وقيمه، أن يقدم شخصيات في أفلامه، ليس لها خطوطا حمراء، مثل أن يقدم الحرامي رد السجون وهو يضرب ضابط الشرطة بالقلم، ليس هذا فقط، بل إنه يستطيع أن يضرب أي حد ماشي في الشارع دون أن يكون له علاقة به من قريب أو بعيد، ويقبل زوجته كأنه مستر كي النساء.
لماذا صرخت الفنانة رغدة في وجه عادل إمام قائلة أنت إيه يا أخي مبتحسش حرام عليك
كان هدف الإضحاك يجعله يفعل أي شيء دون النظر إلى أي حسابات أخرى تتعلق بقيم المجتمع والإنسانية بصفة عامة، كان يقدم الشخصيات التي ترتكب كل الأعمال السلبية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات النسائية وشرب الخمر والسرقة والنصب، وغير ذلك من الأعمال ثم يظهر الشخصية في النهاية على أنها بطل قومي لمناصرته قضية ما.
عادل إمام كان صديق شخصي لجمال مبارك، وقد رأيتهما معا في المقر الانتخابي لمبارك في الانتخابات الرئاسية لعام 1995 ورأيت كيف أن العلاقة وثيقة ودائمة، وقد تحدث هو أكثر من مرة عن جمال مبارك وأنه استعان به في أكثر من موقف لرد الحق لأصحابه أو خدمة نجوم آخرين، ويعرف الكثيرون أيضا أن الكثير من أعمال الزعيم ما كانت تتم إلا من خلال هذه العلاقة التي كانت تتبادل المصالح والمنفعة.
النجوم الكبار أمثال عادل إمام، ليسوا بعيدا عن النقد، خاصة عندما تكون مسيرتهم كبيرة وضخمة وفيها ما يستوعب كل شيء، لكن أن تنهال عليه السهام الآن، ومحاسبته على تاريخه ومواقفه جملة واحدة، وكأنهم يحاكموه على طريقتهم الخاصة لمجرد أن نجمة كبيرة كانت صاحبة الضربة الأولى.
وصلتني رساله اني فزت ب300الف دولار ورقم شيك