كثيرًا ما تمر علينا أوقات نشعر فيها بالإجهاد العام وعدم القدرة على الإنجاز مصاحب لشعور عميق بالتعب المستمر الذي لا ينتهي وتوتر عام عند مجرد تذكر العمل الذي يجب أن ننجزه وضعف في الإرادة وفقدان الشغف ومشاعر الخمول والكسل تكون هي المسيطر على الفرد.
مفهوم الاحتراق النفسى
تعد هذه الظاهرة حالة شائعة في المجتمعات الحديثة حيث يغلب علي الإنسان الإجهاد والضغوطات النفسية المستمرة والمرهقة في العمل أو الحياة الشخصية لذا يمكن تعريف الاحتراق النفسي بأنه حالة من حالات الشعور بالإرهاق والإحباط الشديد، وفقدان الاهتمام والرغبة في الأنشطة المختلفة، كما هو متلازمة مرضية تستنزف فيها الطاقة النفسية والعقلیة والعضویة لدى الفرد، وذلك ناتج عن صراعات داخلية وظروف مهنية يعجز الفرد عن حلها بأسلوب سوي.
الأعراض المرتبطة بظاهرة الذبول النفسي
إذا شعرت بأن هذه الأعراض تنطبق عليك، فاعلم أنك لست وحيدا، كما يمكنك التعافي والتغلب على معاناتك لتعود حياتك طبيعية من جديد.
- الإجهاد الشديد وعبء العمل المفرط.
- فقدان الرغبة والاهتمام في الأنشطة السابقة الممتعة.
- التقلبات المزاجية وغياب المشاعر الإيجابية.
- الانزعاج العاطفي والعصبية المفرطة.
- السلوك الساخر.
- الأرق.
- السلوك غير العقلاني.
- صعوبة التركيز والذاكرة.
- الشعور بالإحباط والاكتئاب.
- صعوبة النوم والاسترخاء.
- التغيير في الشهية الغذائية وزيادة أو فقدان الوزن.
- الشعور بالعزلة والكآبة والانعزال عن الآخرين.
- الأفكار السلبية.
- عدم وجود الحافز.
- الاعتماد على الكحول و/ أو المواد المخدرة.
الأسباب التي تؤدي إلى الضعف النفسي وعدم القدرة على التحمل
الضغوط النفسية أو ضغوط العمل أو الضغوط الاجتماعية التي تستهلك كامل طاقة الإنسان النفسية التي تؤدي في النهاية إلى احتراق قدرته بالكامل علي المواجهة يمكن إجمالها في النِّقَاط التالية:
1- ضعف التوازن بين العمل والحياة الشخصية: عدم القدرة على إدارة الوقت بشكل صحيح وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
2- الضغوطات العملية الشديدة: التي تنتج العمل الشاق والمتواصل دون فترات راحة كافية.
3- الرتابة والروتين: قد يشعر الأفراد بالملل والاستياء بسبب الروتين المتكرر في الحياة اليومية.
4- الإصابة بالإجهاد العاطفي: بسبب التعامل مع مشاكل العلاقات الشخصية.
5- الصراع النفسي:الذي يحدث بسبب بين ما تقبله وما ترفضه بشكل مستمر ولا ينتهي.
سبل علاج المشكلات النفسية من منظور إيماني
قال الله تعالى “وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١٠” سورة الشمس قد أفلح من زكى نفسه وحملها على طاعة الله، وقد خاب من أهلكها وحملها على معصية الله لهذا يمكن أن نوصي بمجموعة من الواجبات العملية التى تحقق وتعالج الاحتراق النفسي كالأتي:
- استمتع بحياتك: يجب أن تمنح نفسك فرصا منتظمة للاستراحة والاستجمام في ظل طاعة الله.
- اهتم بصحتك: بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على النوم الكافي لان المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
- حدد أولوياتك: يجب تحديد الأولويات وتنظيم الوقت بشكل جيد لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- ابحث عن علاقات طيبة: علاقات فيها قرب وحب وتراحم وتفاهم، فالعلاقات الطيبة هي إكسير الحياة وهي الترياق الوحيد ضد الذبول الروحي والموت النفسي.
- صلة الأرحام: بالإضافة إلى كونها فضيلة إسلامية فهي أيضا إطار اجتماعي يحقق لك الدعم والتفاهم والشعور بالراحة والأمن النفسي والاجتماعي.
- ابحث عن هواياتك: ينصح بممارسة الهوايات والأنشطة التي تشعر الفرد بالسعادة والراحة، وتساعده على التخلص من التوتر والضغوط النفسية.
- اهتم بعلاقتك بالله -سبحانه وتعالى- ونمي الجانب الروحي في حياتك.
- جدد إيمانك:الإيمان بالقضاء والقدر يبعث علي الطُمَأنينة والرضا.
- اقبل ذاتك: قدر مواطن قوتك، اعرف مواطن ضعفك، واعلم أن (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز).
في النهاية: يمكننا التغلب على الاحتراق النفسي والحفاظ على جودة حياتنا المهنية والشخصية عندما ندير حياتنا وفق حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- إن لربك عليك حقا، وان لنفسك عليك حقا، وان لأهلك عليك حقا، فعطي كل ذا حق حقه.
اللهم ارزقنا نفسا مطمئنة تؤمن بك وتوكل عليك
جميل جدا 🤩😍 بارك الله فيك