طفل هندي فقير يُعيد محفظة مليونير إليه وحينما علم بأمانته بكى

قد يعتقد بعض الأشخاص أن الأمانة ونزاهة الضمير مرتبطة بفئة عمرية أو نوعية، أو ديانة أو اكتساب خبرات معينة أو اختلاف بيئي، ولكن مع حدوث كثير من الأحداث الواقعية، المشابهة والمماثلة التي تكون شاهدًا على وجود الأمانة، على مر الزمن؛ يتضح أنها صفة فطرية يتصف بها بنو البشر، ومن يفعل غير ذلك يكون هو المخالف للطبيعة.

شاهد على الأحداث

تداولت عدة صحف عالمية بالأيام القلائل الماضية مثلًا للأمانة، رغم كل شيء؛ البؤس وقلة الخبرة وصغر السن، إلا أن ذلك لم يمنع بطل الأحداث من أن يكون مثلًا يُحتذى به في حسن السلوك والخلق، ضاربًا أروع المثل للأمانة.

فقد وجد طفل هندي صغير السن، لم يبلغ العاشرة من عمره، يُدعى “ملاخي” محفظة مليئة بالأموال، فظل يبحث عن صاحبها، وتتوالى المواقف التي تؤكد تمسكه بالأمانة رغم شدة فقره وأسرته.

من هو ملاخي وما عمله؟!

صورة 1
ملاخي هو طفل فقير جدًّا، فقرٌ يصل حد البؤس، ويعمل “حفارًا في القُمامة”، ثم يصنفها ويعيدها إلى مصانع إعادة التدوير، وكان له العديد من الأخوة، وتعيش أسرته بأكملها في فقر مضنٍ، ولكنه يمتلك الكثير من الخصال الجيدة، التي حالت بينه وبين احتفاظه بأموال غيره.

ملاخي يعثر على الحافظة

صورة 2

حفر الصبي في ذلك اليوم الذي وجد به الحافظة، ككل يوم يعمل به بصورة معتادة طبيعية، وبينما هو ينبش وسط القُمامة؛ إذ وجد شيئًا لامعًا، لم يتبين له ما هو في بداية الأمر، وبعد التفحص؛ استطاع ملاخي أن يعرف أن تلك حافظة مليئة جدًّا بالنقود، فبها مبلغ باهظ من المال، وبعد اندهاشه وتعجبه، لم يقرر الفتى الصغير الاحتفاظ بها، لكنه قرر أن يسلمها إلى صاحبها، بعد البحث عنه، لكنه تردد لوهلة وفكر في أخوته الجوعى وأبيه الفقير.

تفكير جماعي

لم يستطع ملاخي أن يخفي عن أخوته ما حدث، فور رجوعه للمنزل، طلب منهم العون والمشورة، فهم جميعا أكبر منه بالعمر، ولكن كانت صدمته حينما وجد أخوته مصرين على ألا يبحث أخوهم عن صاحب المحفظة، ويأخذ هو ذلك المال الباهظ، ربما ينشؤون مشروعا به سويًّا، علم ملاخي- حينها- أنه في نضال أخلاقي، وعليه أن يصمد.

الشجرة الآمنة

تسلل ملاخي مختبئا من أخوته، حتى خرج من المنزل، عازما النية على البحث عن صاحب المحفظة، وخاصة أن صورته كانت موجودة بجوار النقود، ثم قام بتخبئة تلك المحفظة تحت شجيرة في طريقه، ثم عاد مرة أخرى إلى المنزل، وحينها شعر بالارتياح.

وحينما أشرقت شمس الصباح، أسرع ملاخي ونبش تحت الشجرة، بالمكان الذي أخبأ به المحفظة، ثم سرعان ما أخرجها وعاد يبحث بها مرة أخرى، إلى أن وجد عنوانا ل“فيلا“ مكتوبًا خلف الصورة التي وجدها.

ثمن رغيف خبز

ركض الفتى الصغير مهرولًا إلى الشارع، بحثًا عن ذلك المكان، لكن معدته لم ترحمه، ظلت تؤزه وترسل إشارات عصبية لعقله، كي يأخذ ولو قدرا يسيرًا من النقود التي بين يديه، كي يستطيع استكمال السير، ولكن ضميره وأمانته منعته من ذلك، إنه كان فقيرًا جدًّا، أفقر من أن يملك ثمن رغيف خبز، ولكنه رفض تلك الفكرة.

انتقل سائرًا بين الطرقات، إلى أن وجد تلك ال“الفيلا”، التي تشبه القصور المرسومة بكتب “ألف ليلة وليلة”، تعجب جدًّا، لكنه لم ينثنِ عمَّا انتوى.

صورة 3
بين الواقع والتوقعات

لقد وجد أمامه رجلًا يرتدي ملابسًا، تبدو باهظة الثمن وكأنها قد خيطت من الذهب، ويرتدي حذاءً مرتفع القيمة من أجود الجلود وساعة مصنوعة من الذهب، وكان شعره ممشطًا تمامًا، كما أن وجهه نظيفًا لامعًا من إثر الثراء، حينها شعر ملاخي بقمة الذهول، حيث إنه لم يرَ شخصًا في حياته يرتدي ملابسًا جيدة وأنيقة مثل تلك، لقد شعر بالخوف والرهبة، لكنه نظر لملابسه الرثة المهلهلة، وتمنى أن يكون مثل ذلك الرجل الناجح الثري يومًا ما.

ابتسم الرجل الثري وقال لملاخي: “ هل تريد أن أساعدك في شيء؟!”..كم تحير ملاخي، وتردد كيف يقول للرجل إنه يبحث عن صاحب محفظة، وكم يساوي ذلك المبلغ بجوار الثراء الباهظ الذي ينعم به الرجل، إذا اتضح أنه هو صاحب المحفظة، ولكنه فتحها وقارن وجه الرجل الذي بالصورة بالوجه الذي أمامه فوجده هو.

رافضًا العطيَّة

شهق ملاخي، وبيدٍ مرتعشة قدم المحفظة للثري قائلا له: “هل تلك المحفظة لك؟!”..نظر الرجل للمحفظة وقلبها؛ إذ هي ما كان يبحث عنه لوجود مستند خطير بها، شكر الثري ملاخي وسرعان ما قدم له كل الأموال هدية، رفض ملاخي تلك النقود وقال للرجل: “إنني لم أكن أبحث عن صاحب المحفظة ليكافأني، وكذلك لا أستطيع أن أحصل على أموال لم أبذل جهدا بها”.

صورة 4
تعجب الرجل، وتتبع ملاخي فوجده يعيش في بيئة فقيرة جدا، وقرية غاية في البؤس، بكى الثري ثم قام بالإغداق على كل القرية، وقام ببنائها بالكامل على أحدث طراز معماري ومن بينها بيت ملاخي، الذي سعدت به أسرته جدا، وحملته على الأعناق.

صورة 5

السعادة الحقيقية

ما لبث ملاخي قائلا لأسرته:“ إذا كنا قد ارتضينا بأموال مسروقة، فربما كنا نسعد ونأكل بشكل ممتاز لمدة شهر، ولكن الأمانة جعلتنا أسعد مدى الحياة”.

حقًّا إن ذلك المثل من أروع الأمثال، التي تثبت أن الأمانة هي الأروع مهما حدث، ومهما كانت ظروف الحياة والفرد، فربما تحقق السبل الملتوية بعضا من السعادة، ولكنها مؤقتة بوقت قصير جدا، ولكن الأمانة ستحقق للإنسان السعادة مدى الحياة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.