طرده أهلها فرفض أن يتزوج بعدها وإنتظرها «10» سنوات.. قصة حب «وردة وبليغ» وكيف تحولا من صناع موسيقى إلى عشاق
عندما تستمع إلى أغنية ما تأخذك الكلمات والألحان إلى عالم أخر، وتبدأ في تذكر الحبيب والبعد بالخيال إلى عالم أخر، وأنت مجرد مستمع فما بالك بالمغنيين أنفسهم حينما يتخذون من غناهم سبيل لإرسال الرسائل إلى محبوبهم، فيكون الناتج غناء وألحان تفوق الخيال، نحن نتحدث عن قصة عشق الجميلة وردة وبليغ، خيث كانت الموسيقى مسلكهم الوحيد ليعبروا عن أحاسيسهم، فأبعدت وردة بالغناء ليشاركها بليغ بروعة الألحان والكلمات، إلا أن قصتهم لم تكتب لها النهاية السعيدة، وسنطلعكم على قصة حب الفنانة الجميلة وردة وبليغ في هذا التقرير.
بداية قصة الحب
كان بليغ متزوج من قبل بفتاة اسكندرانية تدعى “أمنية طحيمر”، لكنهم انفصلا بعد مرور عام على زواجهما، وكان أول لقاء بين بليغ ووردة في منزل الموسيقار الراحل محمد فوزي، في الستينيات ليلحن لها بليغ أغنية “يا نخلتين في العلالي”، وكان عمر بليغ وقتها 30 عامًا، أما وردة فكانت تبلغ 21 عام فقط، ومع إعجاب بليغ بوردة منذ اللحظة الأولى إلا أن وردة كانت معجبة به منذ أن كانت في عامها السادس عشر عندما قام بتلحين أغنية “تخونوه”، في فيلم “الوسادة الخالية”، وانتظرت مقابلته بفارغ الصبر عند نزولها مصر.
خيبة أمل
أحب بليغ وردة بشدة منذ اللحظة الأولى مما دفعه للذهاب لوالدها وطلب يدها رسميًا، إلا أن والدها رفض وطرده من المنزل، فعاد بليغ إلى منزله مكسور حزين يتألم حزنًا لرفضه، وحزنًا لما ستشعر به حبيبته هي أيضًا، فأخرج ورقة من مكتبه، وكتب فيها: “وعملت إيه فينا السنين.. فرقتنا.. لا.. غيرتنا.. لا.. ولا دوبت فينا الحنين.. لا الزمان.. ولا المكان.. قدروا يخلوا حبنا.. دا يبقى كان”، وعزم على ألا تغني هذا اللحن إلا محبوبته، والمعروف أن بليغ لحن وكتب للعديد من الفنانين وعل رأسهم أم كلثوم، فكتب: “الحب كله، وسيرة الحب، وأنساك”، وما هي إلا رسائل لمعشوقته الأولى والأخيرة وردة، حتى إن أم كلثوم قالت له في أحد الأيام مداعبًا:”أنت بتشتغلني كوبري للبنت اللي بتحبها؟”.
إضغط على خيار “التالي” للإنتقال إلى الصفحة الآخرى وتكملة المقالة.
الحلم يتحقق
بعد مرور فترة على رفض والد وردة لبليغ تزوجت وردة من الضابط جمال قصري، والذي أجبرها على اعتزال الغناء، وبالفعل اعتزلت الغناء، إلا أن بليغ عزف عن الزواج نهائيًا، وبعد مرور 10 سنوات على المقابلة الأولى لبليغ ووردة تقابلوا مرة أخرى في عيد استقلال الجزائر، وحينها طلبت وردة الطلاق من الضابط، لتعود إلى الغناء وإلى بليغ، وتم الزواج في منزل الراقصة نجوى فؤاد، وهي بعمر 31 سنة أما بليغ فكان يبلغ 40 عام، وخلال 6 سنوات الزواج تفرغ بليغ للتلحين لزوجته، فكتب: “العيون السود” و”خليك هنا” و”حنين” و”حكايتي مع الزمان” و”دندنة” و”وماله” و”لو سألوك” و”اسمعوني”.
نهاية غير سعيدة
دام زواج بليغ ووردة 6 أعوام انشغل خلالها بليغ بالموسيقى حتى أنه نسى يوم زواجهما، فكانت تشعر وردة أن الموسيقى كالزوجة الثانية، والتي لا يمكن أن تبعده عنها، فقررا الانفصال، إلا أن المشاعر الجميلة والراقية دامت بينهما بعد الطلاق، ففي عام 1984 اتهم بليغ بقتل الفنانة المغربية “سميرة مليان”، فما كان من وردة إلا أنها ذهبت لوزير الداخلية “زكي بدر”، ترجوه خروج بليغ وألا يدخل الحجز ولا حتى ليوم واحد وإلا ستعتصم أمام السجن.
وعقب الانفصال سافر بليغ إلى فرنسا وأرسل لها كلمات اغنية “بودعك”، مع الماكيير محمد عشوب لتغنيها، وما أن رأتها قالت للماكيير: “ده بيشتمني فيها أغنيها ازاي”، إلا أن عشوب أقنعها وغنتها بالفعل، أما بسؤالهما عن ما إذا كانا يشعران بالندم نتيجة للطلاق، رد بليغ قائلًا:”خرجت من تجربة طلاقي لوردة مؤمنًا بأن الإنسان أحيانا يكون عنيدًا مع نفسه بدون داعٍ أو تفكير”، أما وردة فقالت: “لو كنت فهمت بليغ أثناء الزواج مثلما فهمته بعد الطلاق لربما ما انفصلنا”.