هات قد حلت علينا نسمات نتائج الثانوية العامة وسباق التنسيق واختيار الكليات فالبيوت المصرية الآن ما بين بيوت تعتليها الزغاريد والفرحة وتجوبها السعادة فابنهم تجاوز الـ 90% لكي يلحق بكليات القمة وبيوت آخرى يخيم عليها الحزن وتملأها الدموع من أعين ابناءها من طلاب الثانوية العامة بعدما لم يحالفهم الحظ ولم يتسلقوا قطار كليات القمة وليس ذلك فحسب بل مقارنتهم بزملاءهم ممن حصلوا على النتائج العالية هي سمة معاملة ذويهم لهم فالكثير من الآباء والأمهات والأقارب داسوا على قلوب ابناءهم بسبب كليات القمة التي اتضح بأنها أكذوبة كبيرة.
سؤال كان يراودني كثيرًا وأنا صغير ماذا تعني كليات القمة إلى أن وصلت إلى سن محدد وتبين بأن هذه الكلمة ما هي إلا أكذوبة تتزايد في أوقات ظهور نتائج الثانوية العامة فماذا بعد أن ألتحق بكلية من كليات القمة أو كلية من كليات الشعب كما يطلقون عليها فما هي الحكاية؛ هناك فرق كبير بيننا وبين كثير من الدول المتقدمة فهم لا يؤمنون بمصطلح كليات القمة أو ربما لا يعرفون معنى هذه الكلمة ولكنهم يعرفون بأن القمة هي النجاح، النجاح في أي مكان أو عمل أو تخصص فالنجاح يأتي في أي وقت وفي كل مكان ولم يقتصر على أماكن بعينها أو كليات مخصصة فالنجاح للجميع.
نصيحتي لكل أب وأم لديهم طالب أو طالبة في الثانوية العامة وعلى مشارف أن يلتحق بالسباق الجامعي كن داعمًا لنجلك ولا تكن عليه فربما دعمك يصنع منه بطل وقائد عظيم في مجاله أو كليته التي أرادها الله له وأن يتربع على عرش القمة والأمثلة على ذلك كثيرًا فالنجاح في هذه الدنيا ليست بالكليات ولكن النجاح الحقيقي هو ماذا تقدم في هذه الدنيا وهل لك تأثير في مجتمعك أم لا فاصنعوا من أبنائكم أبطال في مجالاتهم رفقًا بأبنائكم.