تأثير الدعاية والإعلان على سلوك المستهلك
عند قرار الشراء يتأثر المستهلك بعوامل داخلية وخارجية؛ فأما العوامل الداخلية فهي حاجة المستهلك الفعلية للمواد الاستهلاكية الأساسية، والقدرة الشرائية المتناسبة مع الدخل، وأما العوامل الخارجية فهي تأثير الدعاية والإعلان عن طريق التكرار والتذكير؛ حتى يتم التأثير على سلوك المستهلك؛ إذ تعمل الإله الإعلامية على خلق وعى في العقل الباطن للمستهلك؛ وتتخلق له حاجات ورغبات ليست أساسية ولا وجودية؛ ولكن هي شعورية نتجت من كثرة تكرار الدعاية؛ فتولدت لدى المستهلك ضغوط وحاجات لا يشبعها إلا قرار الشراء.
شراهة الاستهلاك
أن شراهة الاستهلاك؛ هي وقوع المستهلك تحت ضغط الآله الإعلامية الجبارة؛ فيتشجع المستهلك ويقدم على شراء أشياء ليس في حاجة إليها، أو شراء أشياء لا يستطيع تحمل نفقاتها؛ فيضطر إلى الاستدانة لتغطية النفقات الإضافية التي تسببت فيها الدعاية التي خلقت نوعا من الاستهلاك لا يشبع إلا رغبات نفسية؛ حيث أصبحت قيمة الفرد من قيمة ما يملك؛ أو ما يسمى بالتشيئ؛ أي تقدير قيمة الأفراد ومكانتهم الاجتماعية طبقا لما يملكون من أشياء، ومن ماركات، أو براندات؛ رغم وجود ما هو أرخص سعرا ويؤدى نفس الخدمة وبنفس الكفاءة، أو أعلى كفاءة ولكنة ليس له علامة تجارية.
ما هي الحرية المالية أو الاستقلال المالي
الحرية المالية أو الاستقلال المالي هي أن يكون الدخل أعلى من الاستهلاك؛ أي أنك تمتلك من المال ما يكفي لشراء احتياجاتك الأساسية من طعام وسكن وملابس وأنشطة ترفيهية وغيرها، ويكون عندك فائض للادخار؛ والحرية المالية نسبية بين الأفراد؛ فمنهم من تكون حريته المالية؛ أن يعيش حر ليس عليه ديون أو التزامات؛ ومنهم من تكون الحرية المالية متمثلة في مسكن فاخر وسيارة فارهة.
الحرية المالية وعلاقتها بشراهة الاستهلاك
ولتعلم أنك لن تستطيع أن تصل إلى الحرية المالية إلا إذا رشدت نفقاتك؛ فتكون نفقاتك أقل من دخلك؛ ولكي تصل إلى ذلك الهدف فلا بد من تغيير عاداتك الشرائية، والتخلص من سلطان الأبواق الدعائية عليك؛ وان لا تشترى إلا ما أنت في حاجة ماسة له وأن تقارن بين المنتجات فتشترى ما يؤدى الغرض بنفس الكفاءة وليس من الشرط أن يكون من ماركة أو براند فتضيف عليك أعباء إضافية؛ لذا يجب عليك فهم أساليب وطرق الدعاية والإعلان حتى لا تكون فريسة سهلة لهم؛ والتخلص من الحاجة إلى الإشباع الفوري لحاجات غير أساسية وتقتنع وتؤمن بالحاجة لصنع مستقبل مالى افضل؛ أى أن شراهة الاستهلاك؛ والحرية المالية لايتفقان؛ فلا حرية مالية مع شراهة للاستهلاك.
إن الادخار أول الطريق للحرية المالية
مهما كان دخلك فلابد من توفير جزء منه ولو صغير؛ وإن لم تستطع التوفير فلابد من البحث عن مصدر للدخل الإضافي عن طريق العمل الحر؛ أو تخفيض نفقاتك أو تفعل الإثنين معا؛ كل فرد منا يمتلك قيمة أو مهارة أو خبرة في مجال معين يستطيع أن يقدم خدمات في ذلك المجال؛ وان كنت لا تجيد قيمة، أو مهارة؛ فلابد من تخفيض نفقاتك في سبيل تعلم مهارة تعتمد عليها لزيادة الدخل.