محمد إبراهيم: يكتب
إن الأسرة كما نتحدث مرارا وتكرارا هي أهم ذرعا من أذرع المجتمع، التي يخرج منها ثمرة النجاح من الأبناء، فدون أن تكون هذه الأسرة ناجحة وعلى علم كاف بالدور المكلف كل من أفرادها به، لم نجد مجتمعا ناجحا يخرج لنا كوادر تنير عقول الناس، ولكن للأسف في هذا الوقت الذي أصبحنا نعيش فيه، اختلت الموازين وتغيرت الأدوار التي كلف بها كل من أفراد الأسرة من زوج وزوجة.
كان من المعروف والمعارف به قديما، أن الرجل يعمل ويجد ويتعب على مدار اليوم حتى يعود بالمال والطعام والشراب ويلبي كل متطلبات الحياة، وتجلس المرأة في بيتها لتقوم بدورها الذي لا غنى عنه من تربية أبنائها حتى يعود رب البيت لتقدم له تقريرا عن أحوال بيته وعائلته، وكانت البيوت ناجحة عندما كان هناك رضي بما قسمه الله لهم.
أما اليوم تغيرت الأمور وتبادلت الأدوار ودمرت البيوت منذ انتشار دعوات الحريات الضالة وتحرير المرأة وأن تعمل مثل الرجل لتكتسب المال وإن سألتها عن الأسباب تقول وتردد كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع،
مثال: أريد أن أثبت ذاتي أريد أن لا أمد يدي إلى زوجي إلى آخر هذه الكلمات التي تدل على الانحراف الفكري والثقافي.
ألم تعلم تلك المرأة، أنها عندما تتزوج فزوجها هو المكلف بلإنفاق عليها، فإذا كانت المرأة لا تريد هذا فلما الزواج من الأساس.
ألم تعلم تلك المرأة، أن إثبات الذات وتحقيق الأحلام والنجاح من نجاح زوجها وأولادها.
ألم تعلم تلك المرأة، أنها عندما تقلل من قيمة دورها في بيتها فهي تقلل من شأن نفسها وكرامتها وهي لا تعلم.
لقد خلق الله الطبيعة البشرية، من ذكر له دور وكذلك الأنثى فلنا أن نتخيل أنه الآن تركت المرأة، واجبها في بيتها وخرجت إلى العمل والزوج بكل تأكيد في عمله، من يقوم بدور الأم في البيت من يربي الأبناء من يبني ويأسس أمجاد ينتظرها المستقبل، خرجت المرأة لتعمل وتركت مكانها فارغا ومن هنا تم تدمير البيت.
تفرح وتنبهر المرأة، بالعمل وكسب المال ولربما تستيقظ ذات يوم على خبر يهدم نجاحها الزائف، أن ابنها قد رسب في الامتحان أو ابنتها أصبحت مدمنة وتنازلت عن عذريتها، تستيقظ على فاجعة وحينها ستندم حيث لا يفيد الندم.
لذلك نجد أيضا أن أكبر نسبة من نسب الطلاق، بسبب ترك المرأة دورها في بيتها وذهابها إلى العمل فهدم البيت تدريجيا حتى ينتهي المطاف إلى الانفصال.
لذلك يجب علينا في هذا الوقت الحرج أن تعلم المرأة، بقدر الدور المكلفة به في بيت زوجها، أن تعلم قدر تربيتها لأبنائها، فالحياة ليس أن تكسبي أموال فقط ولكن أن تخرجي لنا ثمرة مثقفة لها قيمتها في المجتمع، أن تقومين بتأسيس ابنتك على أن تكون أم مثالية تساعد في بناء أمجاد الوطن بأبنائها.
يجب أن تعودي أيتها الأم إلى بيتك، فهو مكانك الأساسي ودورك الذي يزيدك شرف، أنت التي تربي وتعلمي وتبذلي الجهد من أجل أولادك.
ويعد هذا المقال نداء لكل أم في المجتمع، أنقذي بيتك كاد أن يهدم عودي إلى بيتك فقد انتشرت الجريمة بسبب عدم وجودك في البيت، لأن الأب في عملة وهذا هو الطبيعي، عودي إلى بيتك لقد أوشك أولادك على الإدمان والدمار، عودي إلى بيتك وتخلي عن هذا الفكر الضال الذي صدر لكي من بلاد الغرب ليدمر حياتك وكيانك كامرأة.
عودي إلى بيتك فالجيل المنتظر قد تم تدميره.
لذا يجب علينا العمل على التوعية المستمرة والتصدي إلى هذا الفكر، الذي يدعوا نساء الأمة إلى الحريات الضالة فالرجل سيظل رجلا، والأنثى ستظل أنثى، لكل منهم دور في الحياة، وإن تخلى أحد منهم عن هذا الدور المكلف به هدم البيت واختل ميزان الحياة.
وكما قال الشاعر: حافظ إبراهيم.
من لي بتربيـة البنـات فإنهـا في الشرق علة ذلـك الإخفـاق
الأم مـدرسـة إذا أعـددتـهـا أعددت شعبـا طيـب الأعـراق
الأم روض إن تعهـده الحـيـا بالـري أورق أيـمـا إيــراق
الأم أستـاذ الأساتـذة الألــى شغلت مآثرهـم مـدى الآفـاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافـرا بين الرجال يجلن فـي الأسـواق
يدرجن حيث أردن لا مـن وازع يحـذرن رقبتـه ولا من واق
يفعلن أفعـال الرجـال لواهيـا عن واجبات نواعـس الأحـداق
في دورهـن شؤونهـن كبيـرة كشؤون رب السيف والمـزراق
كـلا ولا أدعوكـم أن تسرفـوا في الحجب والتضييق والإرهاق
ليست نساؤكم حلـى وجواهـرا خوف الضياع تصان في الأحقاق
ليسـت نساؤكـم أثاثـا يقتنـى في الدور بين مخـادع وطبـاق
تتشكل الأزمـان فـي أدوارهـا دولا وهن على الجمـود بـواق
فتوسطوا في الحالتين وأنصفـوا فالشر فـي التقييـد والإطـلاق
ربوا البنات على الفضيلـة إنهـا في الموقفين لهـن خيـر وثـاق
وعليكـم أن تستبيـن بناتـكـم نور الهدى وعلى الحياء الباقـي