الآن الجيش البيزنطي ذاهب لمدينة ينشاهير، ولكن في طريقه توجد منطقة تسمى الغابة السوداء، وهذه المنطقة يقطعها سهل كبير جدًا يسمى بسهل بافيوس، والغابة تحاوطهم من الضفتين وتسمى بالغابة السوداء لشدة ظلامها وصعوبة الرؤية بها، ولا توجد أي طريقة للجيش الصليبي لكي يذهب إلى المدينة سوى أن يمر من هذا السهل.
كيف دبر عثمان لخدعة الجيش الصليبي؟
السيد عثمان مخططه أن يجعل الجيش الصليبي يمر من هنا، وأثناء مرورهم وبعد دخول الجيش كله داخل السهل؛ سوف ينقض عليهم المسلمون من كل جانب ويقضون عليهم بكل سهولة مستغلين السهل الذي يصعب الخروج منه من الضفتين، وفي صباح اليوم التالي استفاق الجميع مستعدين للمعركة.
خطة موزالون في معركة بافيوس
مزالون وعساكره يعتمدون على أنهم سيقطعون سهلًا وينقضون على المدينة، والسيد عثمان ومحاربيه يريدون أن يقطعوا عليهم الطريق، ولكن موزالون أتت له أخبار بأن كوسيس قام بخيانته وغير متواجد بالمعسكر، فما فعله كوسيس أصاب موزالون بالجنون وعلم أن هناك خدعة في الأمر، ولكن غروره جعله يكمل الطريق دون أن يتوقف، وبالفعل أمر الجيش بالتحرك.
تكبر موزالون يوقعه بالفخ
نزل الجيش الصليبي بالفعل إلى سهل بافيوس التاريخي، وما إن اقترب موزالون من السهل حتى ظهر أمامه ثلاثة فرسان في مقدمة السهل، وكانوا هؤلاء السيد عثمان بن أرطغرل وإلى يمينه محاربه المخلص بوران ألب وعن يساره ابنه أورخان الشاب الطموح المغوار، فقال لهم موزالون من أنت يا عثمان حتى تخرج أمامي بمحاربين فقط، ألا تخشى على نفسك أنت ورجالك؟ فرد عليه السيد عثمان: أنا هنا لكي أمنعك من المرور أنت وجيشك، فضحك موزالون هو وقادته بشكل هستيري، حيث قالوا: أأنتم الثلاثة من تمنعون من المرور؟ فرد السيد عثمان مبتسمًا وقال: لا ليس نحن فقط، ورفع يديه الاثنين في الهواء؛ وإذ بالمحاربين يخرجون على ضفاف السهل من اليمين واليسار، وفي مشهد أسطوري ومثير للغاية؛ ينظر موزالون للأعلى فيجد المحاربين يخرجون من كل جانب ويحاوطون الجيش، وبدأ القلق والتوتر يظهر على وشوش الجنود البيزنطيين، فهل سيتمكن عثمان من الفوز بشكل ساحق؟