حينما يصبح التجديد خطراً

من أين يأتي التجديد؟ وكيف تنشأ الموضة؟.. إن أي شيء جديد نسمع عنه أو نراه في مختلف المجالات سواء كان في الملابس، الساعات أو حتى على مستوى أدوات الزينة له منبعين رئيسين يتمثلان في سببين، السبب الأول: هو افتقار أصحاب الشركات العالمية المعروفة منذ سنوات إلى تقديم شيء جديد ومختلف عما كانت تقدمه في السابق، والسبب الثاني: هو ظهور أصحاب شركات جديدة ربما امتلكوا الفِكر والموهبة التي تستطيع تقديمهم إلى الناس وربما لا، لكنهم قادرون بطريقة ما على تحويل منتجاتهم الغريبة والسيئة إلى حد كبير إلى أن تصبح هي الأشهر والأعلى تقييما بين الناس فيما يعرف بالتطور العكسي، ويصبح التجديد في هذه الحالة خطراً حقيقياً يُهدد حياة الشعوب.

مفهوم التجديد العكسي

هذا ما يحدث الآن، فنحن لا نسير على خُطى العالم بأن نحاول الإستفادة من القديم، وتطويره واستحداث ما هو أفضل، بل نسعى إلى محو القديم والذّم فيه، بل ونقدم ما هو أسوء من ذلك، فعلى سبيل المثال وليس الحصر.. الفن قديما من سينما ومسرح وطرب والفن الآن، فإذا نظرت إلى ما كان يُقدمه الفن قديماً وما يُقدم الآن فبالتأكيد ستشعر بالخِزي، إذا ما نظرت إلى القيم والمعاني ومحاولة تعليم المشاهد ما ينفعه في حياته، ومايحاول البعض الآن نشره في شوارع المجتمعات العربية بحُجة أنه مثال موجود بيننا، فبدلاً من الإبتعاد عن تلك النماذج، وتقديم نماذج أخرى في المجتمع تستحق تسليط الضوء عليها.. لا نفعل ذلك بل ونسعى لنشر الفساد الأخلاقي والمجتمعي بين الأفراد من خلال تقديم مثل تلك النماذج التي لا تمت للواقع بصلة، وحتى وإن وُجدِت فحتماً هي لا تمثل الشريحة الأكبر من المجتمع، ولا تستحق تسليط الضوء عليها ووصفها بالبطولة بدلاً من الإجرام.

المفهوم الحقيقي للتجديد

ولم يعد يقتصر الأمر فقط على الفن، بل على الكتابة والإعلام والتكنولوجيا، بل وحتى أفراد المجتمع.. أن مصطلح التجديد مصطلح خطير جداً، فليس كل جديد جميل.. فالتجديد قد عرّفه « أندريه لالاند » على أنه:

” إنتاج شئٍ جديد، قد يكون هذا الشيء ماديّاً – كالهاتف والطائرة والمذياع والتلفاز – أو معنويّاً – كالعلوم والأبحاث والمناهج العقليّة – وهذا التجديد غير مرتبط بالإنتاجات الماديّة والفكريّة، وإنما تبديل الشئ القديم الذي وجب استبداله“.

أي أن التجديد يجب أن يكون وسيلة لتحقيق حياة أفضل، لا كابوساً يُهدد أحلامك ويُنغّص عليك عيشك، فالتجديد بمعناه الآخر البسيط قد ألمح إليه الدكتور ممدوح نصر الله في روايته (النهاية) قائلاً:

” احذر ما تتمناه، قد يصبح يوماً حقيقة تندم عليها.. ما كان بالأمس حُلما قد يُصبح كابوساً يسلبك أبسط أحلامك.. زواج، عائلة، دفء البيت وسكونه، فهي أشياء لا تُشتري“.

فهل ندرك المعنى؟


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.