حسين الشربيني، واحداً من أبرز الفنانين المصريين الذين ظلت أعمالهم خالدة في أذهان الجمهور المصري والعربي، وذلك بسبب انتقاءه للأدوار التي كانت تخدم المجتمع، ولا يختار الأدوار التي كانت تحمل في طياتها أي ألفاظ خادشة للحياء العام، وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي يتمتع بها الفنان الراحل حسين الشربيني، إلا أنه لم يكن في حساباته أن يحصل على أدوار بطولة مطلقة، واكتفي فقط بالأدوار التي تخدم الفن المصري.
ولد الفنان الراحل حسين الشربيني بمحافظة القاهرة، وتنحدر أصول عائلته من محافظة الدقهلية، مركز شربين، ومن صغر سنه وهو عنده حب حفظ الآناشيد والمحفوظات في كتب اللغة العربية، ولفت نظر مدرسيه بسبب حبه للغة العربية، التحق بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم علم الاجتماع، وبعدها نصحه دكتور الجامعة بالانضمام لمعهد الفنون المسرحية في عام 1954.
قبل الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية كانت هواية الفنان الراحل أن يعمل بالتدريس بالجامعة، ولكن بعد التخرج أرسلت له القوى العاملة جواب التعيين في السكك الحديدة بمحافظة أسيوط، وعمل بها بالفعل لمدة 11 يوماً فقط وترك العمل بعدها.
بعد ترك العمل في السكك الحديدية وعودته لمحافظة القاهرة، عمل صحفياً في جريدة الجمهورية، ولكنه ترك العمل أيضاً فيها بسبب أنه لا يحب الأعمال الروتينية، وهي ذات الأسباب التي جعته يترك منصب مدير عام في السكة الحديد.
بعد ترك مهنة الصحافة، كان هناك اختبارات لاختيار المذيعين الموهوبين ونجح فيها بالفعل وانضم لدورة تدريبية لمدة 3 أشهر، وبعدها شعر أن المهنة عبارة عن قراءة كلمات مكتوبة على أوراق فقط ولا يوجد بها ما يثيره.
بعدها من خلال إحدى الإعلانات التحق بعدد من الفرق المسرحية والتي بدأ مشواره الفني من خلالها، وكانت أول أعماله السينمائية فيلم المارد عام 1964، ومن ثم فيلم الجزاء عام 1965، وتوالت عليه بعدها الأعمال حتى أصبح رصيده السينمائي حوالي 90 فيلم.
كان أبرز دور له في فيلم جري الوحوش، والذي اشترك فيه مع كل من حسين فهمي، نور الشريف، وجسد من خلاله شخصية محامي شريف، وهذا المشهد تداوله الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتحدث فيه عن الرزق والدنيا.
بالإضافة إلى الأعمال السينمائية، فكان الفنان الراحل حسين الشربيني اشترك في أكثر من مسلسل تليفزيوني، أشهرهم كان مسلسل ميزو مع الفنان الكبير سمير غانم، وسمبل والمليون مع الفنان الكبير محمد صبحي.
تزوج الفنان الراحل حسين الشربيني من سيدة من خارج الوسط الفني، ولديه ابنتان هن سهى ونهى، ورفضت بناته أن يتجهن إلى الوسط الفني على غرار والدهم الراحل.
في عام 2003، بينما كان الفنان الراحل يستعد لأداء فريضة الصلاة، وهو يتوضأ فقد توازنه ووقع حينها وأصيب بكسر في مفصل ساقه، وهو ما أبعده عن الفن سنوات طويلة، وذلك بعد أن تم نقله للعلاج، ومن ثم سافر المملكة العربية السعودية لاستكمال العلاج، وأكتشف أنه مصاب بجلطة في المخ.
في الخامس عشر من سبتمبر رحل الفنان الكبير حسين الشربيني عن عالمنا، عن عمر يناهز 72 عاماً، وذلك في يوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك، وتوفي وهو على مائدة الإفطار، وشيعت الجنازة من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر في محافظة القاهرة.