الطبيعة البشرية، والأديان السماوية جميعا تعتبر القتل أبشع الجرائم التي عرفتها الإنسانية، فما بالنا بمن يقتل فلذات أكباده بدم بارد، هذا ما شهدته البلاد في الشهور القليلة الماضية بشكل يستوجب معه الوقوف والتأمل في أسبابة ودوافعه، وفيما يلي سنلفي الضوء بشكل سريع على أغرب الجرائم التي تمت وهزت الرأي العام.
1-جريمة الرحاب
في الأيام الأولى لشهر مايو استيقظ أهإلى أرقى أحياء التجمع الخامس بمدينة الرحاب على مجزرة بشعة بفيلا الضحايا، كانت نتيجتها خمس جثث من أسرة واحدة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء، أسفرت نتائج بحث رجال الأمن عن أن القاتل هو الأب صاحب الـ56 عاما الذي قتل أسرته بالكامل ثم انتحر بسبب تراكم الديون؛ لتثير عاصفة من الجدل بين أهل ومعارف وأصدقاء الأسرة، فالأب كما أجمع كل المحيطين به وبالأسرة معروف بحبه الشديد لأبنائه إلى جانب تدينه الذي يمنعه من القيام بهذه الجريمة البشعة.
2-أحفاد الفنان المرسي أبو العباس
بعد انتهاء المباراة الثانية لمنتخب مصر في كأس العالم شهر يونيو عاد الأب لمنزله بعد مشاهدة المباراة بأحد المقاهي القريبة من محل إقامته بمنطقة بولاق الدكرور ليفاجأ «كما ادعى» بزوجته وابنتيه مقتولين داخل شقته؛ جهود البحث والتحري وما سجلته الكاميرات المحيطة بالمنزل أثبتت عدم دخول أو خروج أشخاص غريبة، وبالتضييق على الأب اعترف أنه القاتل.
3-أطفال المريوطية
في الساعات الأولى لليوم العاشر من شهر يوليو فوجئ المارة بشارع المريوطية بالهرم بثلاث جثث لأطفال لم يتجاوز أعمارهم الخمسة أعوام ملفوفة بأكياس بلاستيكية وبطاطين في مشهد مروع وصادم لكل من رآه أو تابعه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت الشائعات أن وراء الجريمة عصابات تجارة الأعضاء، إلا أن رجال أمن الجيزة كانوا الأسرع للوصول للجناة الحقيقيين حيث تبين أن الأم وصديقتها هما من قاما بإلقاء جثث الأطفال بهذا الشكل بعد اختناقهم بشقة الأم أثناء غيابها عن المنزل ليلا وهي تعمل بأحد الملاهي الليلية بالهرم، وخوف الأم من المساءلة القانونية نتيجة إهمالها في رعاية أبنائها جردها من كل معاني الأمومة والإنسانية وجعلها تقدم على هذا الفعل الصادم.
4-سائق التوك توك بدمياط
تنامى إلى مسمع سائق التوك توك بقرية الزرقا بدمياط بعد زواج 9 سنوات أن زوجته سيئة السمعة، الأمر الذي دفعه للشك في نسب أبنائه الأربعة، وفي فجر إحدى الليالي بشهر يوليو عقد العزم على التخلص منهم جميعا، عاجل الزوجة بطعنات قاتلة ثم ذبحها وفصل رأسها عن جسدها، ثم أيقظ أطفاله الأربعة وأعطاهم حلوى محشوة «حبوب الغلة» المسممة ثم أكل هو الآخر معهم، ليموت الأب والأم واثنان من الأبناء بينما تنقذ العناية الإلهية اثنين آخرين بعد علاجهما بالمستشفى.
5-ابن الطبيب والأستاذ بجامعة الأزهر
في نفس الشهر شهر يوليو، تخلى الأستاذ الجامعي عن كل مشاعر الإنسانية وقام بضرب وتعذيب أبنائه الثلاثة بعد اتهام الأم لهم بسرقة مبلغ 400جم وبعض المشغولات الذهبية، إلا أن الابن الأكبر لم يتحمل التعذيب الذي استمر أكثر من 36 ساعة ولفظ أنفاسه الأخيرة، لم يكتف الأب بجريمته، بل دفعه تفكيره المريض للتخلص من الورطة التي أوقع نفسه فيها بإلقاء جثة ابنه بأحد الأماكن المهجورة وإبلاغ الشرطة باختفائه، وبمناقشة الأسرة والأبناء اعترفوا أن الأب هو من قام بالجريمة.
6-أطفال قرية ميت سلسيل
عقب صلاة عيد الأضحى المبارك في شهر أغسطس، اصطحب الأب ابنيه الإثنين أعمار 5 سنوات وسنتين ونصف، وبعد أن قاموا بزيارة الأهل اصطحبهما الأب للاحتفال بالعيد في إحدى دور الملاهي القريبة من القرية، إلا أن اتصالا هاتفيا قام به الأب لأم الأبناء بخطف أبنائه منه في الملاهى قلب القرية رأسا على عقب، ينتشر أهل القرية في كل مكان للبحث عن الأطفال ويتوجه الأب لمركز الشرطة للإبلاغ عنهما، وبعد مرور 18 ساعة عثرت قوات الأمن على جثتي الطفلين غارقين بالنيل، بعد جهود البحث وتتبع خط سير الأب قبل الجريمة عن طريق كاميرات المراقبة، تبين كذب رواية الأب حول اختفاء أبنائه، وبتضييق الخناق على الأب اعترف أنه من قام بإلقاء أبنائه بالنيل في مشهد صادم للرأى العام الذي لم يقتنع به برغم اعتراف الأب المصوَّر وتمثيله الجريمة أمام النيابة العامة.
7-أسرة الشروق
في الأسبوع الأول لشهر سبتمبر استيقظ الأهإلى بمدينة الشروق على خبر ذبح أب أسرته بالكامل بعد شكه في سلوك زوجته، وألقت قوات الأمن القبض على الأب الذي اعترف بجريمته كاملة، كما أسفرت جهود البحث أيضاً على أن الأب محكوم عليه في قضية قتل سابقة منذ عام 2009، وهارب منذ 2011.
8- سيدة حدائق القبة
بدأت القصة بتوجة سيدة إلى قسمة حدائق القبة لتقديم بلاغ بأختطاف ابنتها التي تبلغ 20 يوما من امام احدي عيادات الاطباء بعد ادعائها بقيام سيدة تستقل توكتوك بتخديرها وخطف ابنتها، وبعد اجراء البحث والتحريات تبين اختلاق السيدة لهذه الرواية وانها هي من تخلصت من ابنتها، لرغبة زوجها في انجاب ولد، وانه منذ انجابها لأبنتها يسئ معاملتها، فقررت التخلص منها، واصطنعت هذه الرواية للهروب بجريمتها.
وفي النهاية لا يمكن أن ننهى تقريرنا هذا دون التعرف على الأسباب التي تدفع إنسانا عاقلا مسالما إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم، وأفضل من يفيدنا في هذا الصدد هم أساتذة الطب النفسي، نستعرض بعض مما أفاد به د/ محمد المهدي أستاذ الطب النفسى والمنشور بموقع جريدة أخبار اليوم كما يلي:-
الأسرة المصرية أصبحت في الفترة الأخيرة مأزومة وحالة التأزم هذه تضع الوالدين وخاصة الأب على حافة العنف المفرط، كما أن الصعوبات الاقتصادية تجعل الأشخاص في حالة توتر شديد وقابلية للانفجار في أي وقت، وهذا الانفجار يحدث تجاه الحلقة الأضعف وهم الأبناء.
وبالإضافة للعامل الاقتصادي فإن غياب التناغم الأسري وكثرة الخلافات بين الأباء والأمهات تجعل من وجود الأبناء عبئا على كل منهما.
كذلك المخدرات لها تأثير واضح في مثل هذه الجرائم، فالكثير من متعاطي المخدرات يصابون بحالات شك مرضي في زوجاتهم، الأمر الذي يجعلهم يشكون في نسب أبنائهم وهذا يدفعهم للتصرف بشكل خارج عن السيطرة.