على الكسار، واحداً مما أثروا السينما المصرية بالعديد من الأعمال المتميزة التي لا تزال تعرض حتى يومنا هذا، على الرغم من قلة الإمكانيات في وقت تصوير هذه الأفلام إلا أنها استطاعت أن تجني الكثير من الأرباح في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الشهرة التي حققها صناع هذه الأعمال الفنية، خاصةً مع على الكسار.
على الكسار واحداً مت الفنانين الذي سطروا أسماءهم في سجلات الأعمال الخالدة، على الرغم من الظروف العصيبة التي مر بها، إلا أنه استطاع أن يكون محور اهتمام العديد من النقاد، ورغم كل ذلك فقد عانى من العديد من المشاكل حتى وفاته.
ولد الفنان الراحل على الكسار في الثالث عشر من يوليو عام 1887، في حي السيدة زينب الشهير بوسط القاهرة في مصر، واسمه الحقيقي هو على خليل سالم، وبدأ حياته العملية بمهنة سروجي سيارات، إلا أنه لم ينجح بها، فاتجه بعد ذلك للعمل في الطهي مع خاله.
بعد عمله في الطهي لفترة طويلة، اختلط بمجموعة كبير من النوبيين الذي استطاع من خلال معرفته بهم إتقان لهجتهم، وابتدع شخصية عثمان عبد الباسط، وهي الشخصية التي قدمها في الكثير من أفلامه وأعماله الفنية، وابتدع هذه الشخصية لمنافسة نجيب الريحاني في شخصية كشكش بيه.
كان الفنان الراحل على الكسار من أوائل الفنانين الذي قاموا بالتمثيل في السينما، وذلك في عام 1920، وكان ذلك من خلال فيلم قصير اسمه الخالة الأمريكانية، فلم تلق هذه التجربة استحسان على الكسار، بسبب السينما الصامتة في هذا الوقت، وعاد للمسرح مرة أخرى لأنه يعتمد على حوار.
ومع دخول الصوت للسينما في ثلاثينات القرن الماضي، عاد الكسار مرة أخرى للسينما من خلال فيلم بواب العمارة، ومن بعدها انهالت عليه الكثير من الأدوار فيما بعد.
بدأت شخصية عثمان عبد الباسط في الانتشار، ولكن في أربعينات القرن الماضي قلت شعبية على الكسار بسبب نفس الدور الذي يقدمه، ونفر منها الجمهور ليتجه لوجوه جديدة ظهرت على الساحة من بينهم إسماعيل ياسين، وغيره من النجوم الذين ظهروا فيما بعد.
في عام 1955 تراكمت الديون على الفنان الراحل، وأصبح المخرجون لا يقبلون عليه، وحدث ذلك فيكون له أدوار صغيرة أو هامشية، كما حدث في فيلم أمير الانتقام الذي قام فيه بدور العبد نور.
عام 1950، أرسل الفنان على الكسار للشئون الاجتماعية شاكياً من وضعه المادي، فأرسلته للمسرح الشعبي في طنطا ليقدم عروضاً على خشبته، ووافق على الفور بسبب احتياجه للمال، وقضى هناك ما تبقى من عمره في غرفة مشتركة
في الخامس عشر من يناير عام 1957، رحل الفنان الكبير على الكسار عن دنيانا بعد نقله لإجراء جراحة في مستشفى القصر العيني بسبب سرطان البروستاتا، عن عمر يناهز 69 عاماً.