الحكمة يمكن أن تكون الكلمات الموجزة التي ينطق بها لسان أو قلم حكيم كما هي خبراته ومعارفه وتأملاته في الحياة ومن منطلق قول الرسول صلى الله عليه وسلم “الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها” نقدم للقارئ كتاب مارك مانسون وهو مجموعة من النصائح الحياتية الفريدة من نوعها لكيفية عيش حياة أكثر إرضاء عن طريق الرضا و قَبُول الواقع. وإنه يجب علينا التركيز على ما هو تحت سيطرتنا، وقبول ما هو خارج عن سيطرتنا. كما يقدم مانسون نصائح من شأنها ترقية كيانك النفسي والجسدي حتى تستطيع التوقف عن هوس تحقيق النجاح والفوز السريع. إن كتابًا (الخراب: كتاب عن الأمل) طريقة لفهم هذا العالم المبني على تدفق لا نهاية له من المعلومات غير الضرورية.
حاجة الإنسان إلى الأمل
إننا نعيش في حضارة تجعلنا غير محتاجين إلى رخاء، أو إلى سلم، أو إلى زينة جديدة إلى سياراتنا، لدينا هذا كله نحن بحاجة إلى شيء أكبر أهمية من هذا، نحن حضارة وبشر في حاجة إلى الأمل فحاولت أن أعيش حياتي على نحو يجعلني أقف مبتهجًا عند موتى بلا خوف، في يوم ما، ستكون قد مت، أنت وكل من تحبهم وبعد ذلك لن تكون هناك أهمية لأي شيء مما قلته أو فعلته في حياتك إلا مدة قصيرة وضمن نطاق مجموعة صغيرة من الناس الذين يعرفونك! هذه هي حقيقة الحياة التي لا نستطيع مواجهتها، ليس كل ما تفكر فيه أو تفعله، إلا محاولة مضنية لتجنب هذه الحقيقة.
إن تركيبتنا النفسية في حاجة إلى أمل حتى تستطيع مواصلة الحياة، الأمل هو وقود محركنا الذهني من غير أمل يتوقف جهازك
العقلي كليا أو يموت جوع إذا لم نكن مؤمنين بأن هناك أملا في أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر، وبأن حياتنا سوف تتحسن على نحو ما فإننا نموت من الناحية الروحية.
السؤال الأهم في حياتنا
عندما نتساءل ونقول إن الأمور تزداد سوءا لكن هناك من تجاوزها كلها فماذا عني أنا؟ ما الذي كنت أفعله في الآونة الأخيرة؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي طرحه لأنفسنا في هذا الزمن العجيب، زمن التغريدات العاصفة، زمن المواد الإباحية التي صارت مستخدمة لزيادة جذب متصفحي الإنترنت، وعندما نبتعد قليلًا عن حياتنا المباشرة وننظر نظرة أكثر اتساعًا ندرك أن (أبطالا) ينقذون العالم في حين أننا ننصرف عن مشكلاتنا الكبرى ونتذمر من أتفه الأشياء.
الإيمان الحقيقي
يتحدث الكاتب عن إيمانه قائلًا أنا مؤمن بأن هناك سببا لوجودنا جميعا، وبأن لا شيء يحدث مصادفة، وبأن هناك أهمية لكل شخص، لأن أفعال كل منَا لها أثر على شخص ما، حتى إذا تمكنا من مساعدة شخص واحد، فإن الأمر يستحق.
إن الأمر يستحق الاستيقاظ في الصباح لمواصلة الحياة فهناك قيمة يمكن أن نقدمها تخفيفًا لمعاناة شخص أو غيرها من الأشياء الجميلة مما يسمح دائمًا لعقلنا بالبقاء مقتنعًا بأن هناك قيمة لفعل شيء.
من اهم الأفكار الموجودة بالكتاب
- افهم ما هي الحرية الحقيقية: المتعة لا تدوم أبدًا. سرعان ما نشعر بالملل حتى عندما نكون محاطين بالألعاب والأدوات. الحرية الحقيقية تتعلق بتقييد الذات. لا يتعلق الأمر بالحصول على كل شيء، إنه يتعلق باختيار ما ترغب في التخلي عنه في حياتك.
- الألم هو جوهر المشاعر كلّها. تنتج المشاعر السلبية بواسطة عيش الألم. وتنتج المشاعر الإيجابية من طريق تجنّب الألم. وعندما نتمكّن من تجنب الألم، فإننا نجعل من أنفسنا أكثر هشاشة، فتكون النتيجة أن تصبح ردود أفعالنا الشعورية تجاه حدث من الأحداث غير متناسبة على الإطلاق مع أهمية ذلك الحدث.
- مشاركة الألم هو الثابت الوحيد في الحياة. مهما تكن سماؤنا مشمسة، فإن عقلنا سيتخيّل دائمًا وجود القدر الكافي من الغيوم حتى يجعله خائب الأمل قليلًا.
- أحسن الى نفسك لتحسين العالم: «الطريقة المنطقية الوحيدة لتحسين العالم هي بواسطة تحسين أنفسنا»، تحسين العالم أمرا سهلا للغاية. الفكرة هي أننا جميعًا بحاجة إلى المشاركة بشدة في الأمر. ويعتمد الأمر في الأساس على اتخاذ قرارات جيدة وطويلة الأجل ليكون لها تأثير صحي على الآخرين يوميًا.
- يكون الفعل بطوليًا: عندما يتمتّع بالقدرة على اجتراح الأمل حيث لا أمل أبدًا. إنه إشعال عود ثقاب لإنارة الظلام.
في نهاية هذا العرض من الكتاب نقول بأن مؤلف الكتاب ينتقد وضع الإنسان المعاصر ويفسّر سبب اعتقاد الكثيرين بأن العالم قد بلغ أسوأ حالاته على الإطلاق وان الحل يكمن في الإيمان والرضا.
عرض جميل وكتاب رائع
ما اجمل الامل في حياتنا جزاك الله خيرا
ما اجمل كلمات د ابراهيم الفقي عندما قال عش بالامل عش بالكفاح عش اللحظة وكأنها اخر لحظة
فعلا الايمان والرضا هو أساس شعور الإنسان بالسعاده جزاك الله خيرا علي توضيح مفاهيم الكتاب
جزاك الله خيرا