بسمة الكويتية من الاسلام الى اليهودية

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة الماضية فيديو لمطربة تُدعى بسمة الكويتية تعلن فيه تركها للاسلام واعتناقها لليهودية وبكل فخر !

عددت المذكورة أسباب محددة تبرر تركها للاسلام واعتناقها لليهودية.

أولا تدعي ان الإسلام دين إرهاب، ثانيا تبرر ان الاسلام يظلم المرأة ويحتقرها، ثالثًا بسبب رفضها للنظام الحاكم في دولة الكويت.

لا أخفيكم سراً أنا من المؤيدين للحريات الدينية، ومع حق كل انسان في اعتناق ما يريد، لكن ضد ازدراء أي دين، دون مراعاة لمشاعر المؤمنين به، فهنا تفقد الحرية الدينية مكونها الأساسي وهو التسامح.

أشكك في مدى اطلاع وفهم المطربة المذكورة لتعاليم الإسلام واليهودية، وادراكها لنقاط الاتفاق والاختلاف بين الديانتين.

بالنسبة لتهمة الإرهاب:

ربما أكثر المتهمين بممارسة الإرهاب حاليًا حول العالم هم جماعات تدعي الانتماء الى الإسلام، لكن ما ذنب الإسلام في انحراف بعض المعتنقين نتيجة الفهم القاصر لتعاليمه ونصوصه، ولا ضير لأي دين ان مرق أتباعه سواء عن تعمد أو عن جهالة، فالنص الهي والتأويل بشري.

وطالما التفسير يقع على عاتق العقل الانساني، ستتواجد نماذج ومستويات مختلفة من الفهم تتراوح ما بين الصواب والخطأ.

لا شك ان الإسلام يحتاج الى تجديد الخطاب الديني بما يضمن الحفاظ على أصل النصوص مع تفسير أكثر حداثة يتماشى مع الواقع الحالي وتحييد أسباب الخلاف بين الطوائف المسلمة مع بقاء مرونة الاختلافات الفقهية.

أتعجب لغلق باب الاجتهاد منذ أكثر من ألف عام، في ظل ظروف حياتية متغيرة ومتطورة، نحتاج الى التوفيق بين النص الثابت والواقع المتغير، ليس طبعًا بتعديل النص بل بتفسير جديد يواكب ظروف الزمن الحالي، وهنا أترك الحديث لأهل الاختصاص لعلي أجد إجابة.

بالنسبة للمراة:

لم يظلم الإسلام المرأة، بل ظلمها رجال الدين عبر كل الأديان سواء السماوية أو غير السماوية.

قيد رجال الدين المرأة لجل اعتقادهم بالتفوق الذكوري على الاضمحلال الأنثوي وامتهانهم لجسد الأنثى، ولضمان وجود المرأة في جُعبة الرجل متى يشاء.

لكن الله أكثر عدلًا من رجال الكهنوت، فكرم الانسان في صورة ذكر وأنثى، ومن رحِم الأنثى تنفجر الحياة.

ثالثًا ما أعرفه ان النظام الكويتي نظام مدني وليس قائم على أساس ديني، ويعتبر أكثر الأنظمة الخليجية انفتاحًا، ومن الذلل اقحام السياسة في أمور الدين.

ربما تكون مشكلة السيدة المذكورة مع الإسلام نفسية أو اجتماعية، فالعوامل النفسية والاجتماعية أقصر طرق لدخول دين أو الخروج منه، وأسهل بكثير من الاقتناع الفكري، لكن لن أخوض في مشاعرها أو أتكهن بأسرارها العميقة.

هل تعلم المطربة المذكورة ان الديانة اليهودية ليست ديانة عالمية أو تبشيرية، بل ديانة مختصة بفئة معينة وهم بنو إسرائيل، ويقصد بهم من وُلِدَ من أم متجذرة في اليهودية، وبالتالي لن يُعترف بها كيهودية بل هودية وهو نوع من التصغير أو ربما التقليل.

واذا كانت الفنانة توصم الإسلام بالإرهاب نتيجة عنف مجموعة من المتطرفين، فلماذا لا تطلِق نفس التهمة على اليهودية نتيجة الأفعال الاجرامية لدولة إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني !

وكيف ترى المذكورة رغبة إسرائيل في فرض يهودية الدولة دون اعتبار للأطياف الأخرى ؟

ولتتفضل الفنانة لتخبرنا عن موقف ديانتها الجديدة من احترام المرأة، وعن منظورها لجسد الأنثى وظروفها الدورية، ولماذا تؤنث ديانتها الخطيئة الأولى ؟

وما موقف ديانتها من الأغيار ؟ ولماذا ترفض استقطاب أتباع جدد ؟ وما رأيها في تاريخ بني إسرائيل مع الأنبياء ؟

لن أخوض فيما أعلمه عن اليهودية، فكما أرفض الإساءة الى ديني، أحبذ ألا أخوض في معتقدات الأخرين، لكن لتعلم الفنانة أن ديانتها الجديدة ذكورية بامتياز، واذا وضعناها في مقارنة موضوعية مع الإسلام حول حقوق المرأة فالمقارنة ستكون لصالح الإسلام بدون أي تحيز عاطفي.

الدين علاقة روحية بين الانسان وربه، لا تحتاج الى الدعاية، وأرقى من أن يكون طريقة لنيل الشهرة، أو وسيلة لتنفيس الغضب المكبوت ضد الدولة أو المجتمع.

واعتناق أو رفض أي دين يجب أن يقوم على الدراسة والبحث المتعمق، وليس باتباع أهواء شخصية.

وفي الختام أدعو رواد مواقع التواصل بكف أيديهم والسنتهم عن المذكورة، فحسابها عند رب الأديان.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.