برعاية اليونيسيف… أول مطبخ مجتمعي في لبنان تقوده نساء من ذوات الإعاقة ويخدم الفئات الفقيرة
في إحدى شوارع بيروت المزدحمة كانت منارة الأمل والإدماج تلوح في الأفق من داخل تجمع صغير لمجموعة من النساء، لهن ظروفهن الخاصة من الإعاقة أورعاية أفراد أسرهن من ذوي الإعاقة، يعملن في أول مطبخ مجتمعي في لبنان، يوفر وظائف مدرة للدخل ل 58 امرأة ويقدم وجبات ساخنة يوميا للفئات الأكثر احتياجا في المناطق المجاورة.
المكان يشتعل حركة وحيوية ممزوجة بالعزيمة والإصرار على الحياة والتمكين لقدرات خارقة لا تعرف حدود ولا تقف عند إعاقة، نساء من مختلف الأعمار وبمختلف الإعاقات، لكل منهن قصة وحكاية، يعملن في هذا المطبخ بكل همة ونشاط.
المطبخ، وفق تقرير نشره موقع الأمم المتحدة https://news.un.org/ar/story/2023/09/1123207، هو ثمرة شراكة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيا (LUPD)، أقامتها حكومة النمسا كجزء من مشروع مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بعنوان: “سبل العيش في حالات الطوارئ للسكان المهمشين/ات المتضررين/ات في نطاق انفجار بيروت”. واستمر ذلك بدعم من حكومة اليابان وحكومة أستراليا.
بداية الفكرة
تقول سيلفانا اللقيس رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين، أعاني من شلل الأطفال، واجهت ظروفا قاسية، بعد تخرج الجامعة وجدت أن جميع أبواب العمل مغلقة تقريبا أمام الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتضيف سيلفانا، بعد انفجار مرفأ بيروت ارتفعت نسبة الإعاقات، وقتها قررت أن نبدأ في تنفيذ فكرة مطبخ ACCESS KITCHEN، وهو مطبخ يضم نساء من ذوات أنواع مختلفة من الإعاقات ومن جنسيات مختلفة، وهو فرصة تعبد الطريق نحو العمل الدامج وبالتالي الاقتصاد الدامج.
الصورة لسيلفانا اللقيس في باحة المطبخ-المصدر: موقع الأمم المتحدةمكافحة الفقر والجوع
بدأ العمل في مطبخ ACCESS KITCHEN منذ يونيو 2022، وأصبح ملتقى الصداقة والتطلعات المشتركة المبنية على تحديات النساء المشتركة، وكما تقول سيلفانا اللقيس: “إن تبادل التجارب بين السيدات حول كيفية تعاملهن مع التحديات على المستوى الشخصي وكيفية التوصل إلى الحلول يتحول إلى دروس قيمة قابلة للاستخدام من قبل الآخرين تشكل خطوة مهمة نحو تطبيق العمل الدامج، إن مطبخ ACCESS KITCHEN هو أحد أهم الطرق لمكافحة الجوع والفقر والمساهمة في خطة النهوض بلبنان.”
انتزاع الحقوق
وفي كلمة أخيرة تختتم سيلفانا برسالة إلى جميع النساء اللواتي يعشن تحت ضغط التمييز والتهميش اليوم: “ثقن بأنفسكن وانتزعن حقوقكن انتزاعا، كل واحدة منكن لديها ما تقدمه لمجتمع، وكل واحدة منكن بإمكانها أن تكون منتجة وفعالة ومسؤولة.”