المملكة السعودية، والمنطقة العربية تتقدم نحو أزهى عصورها بفعل المناخ.. فالكَرَّة القادمة لنا فهل سنحسن إستخدامها؟
أرض قوم عاد، وأرض الأحقاف أرض الربع الخالي، والذى لم يعد خالياً، وتلك الأيام نداولها بين الناس بالأمس كان بريق التاريخ العربي، والإسلامي الذى ظل لقرون يسطع فوق سماء الغرب ليستلهموا منه أساسيات النهوض من الظلام، وبناء الأمم فما أن خفت هذا البريق حتى عاد ليسطع مرة أخرى من نقطة الإنطلاقة التى حددها النبى عليه السلام حين قال “لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً، وأنهارا” وها نحن نشهد تحقق تلك النبوءة، والتى ما كنا لنشك لحظة في تحققها، وعلى الجانب الآخر نرى أرض الغرب يدب فيها الخراب شيئاً فشيئا بفعل الطبيعة التى أمرها الله تعالى بأن تغير عليهم بشتى غاراتها من إنحسار العديد من مياه الأنهار إلى جانب قسوة المناخ عليهم، فحين كانت الكَرَّة لهم بفعل بريق الحضارة الإسلامية الذى سطع فوق سمائهم قد أساؤوا استخدامها بأن جعلوها تصب في الجانب الاقتصادى بينما أغفلوا الجانب الأخلاقى أما، وقد بدأت ارهاصات إنتقال الكَرَّة لنا فيجب أن نعلى من الجانب الأخلاقى قبل الجانب الاقتصادي علها تكون الكَرَّة الأخيرة التى ليس بعدها تارات أخرى لتنطوى صحيفة هذا الكوكب إلى الأبد، ولنبدأ مرحلة جديده لم نعرف عن ماهيتها سوى القليل، والتى ستكون بمثابة حصاد لما قدمناه في الصفحة التى طواها الزمان. فها هى أرض الربع الخالى، والتى تبلغ مساحتها حوالى 650 الف كيلومتر مربع ، والتى تشترك فيها كل من الامارات، واليمن، وسلطنة عمان بمساحات صغيرة بينما يقع الجزء الأكبر منها داخل المملكة العربية السعودية بواقع 67.7% من المساحة الكلية، فما نراه الآن من تفجر ينابيع الماء فيها من كل حدب، وصوب، بجانب الأمطار الغزيرة، والسيول العارمة لتعلن عن بداية حقبة جديدة تتغير على إثرها خارطة شبه الجزيرة العربية، إذ تعد تلك الصحراء هى أكبر صحراء رملية متصلة في العالم حيث تحتل الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، والتى تحولت من صحراء جرداء قاحلة إلى واحة مميزة في مشهد غير معتاد، وقد علق على تلك الظاهرة خبير الطقس السعودي خالد الزعاق حيث قال “أن العالم يعيش الآن حقبة زمنية جديدة فقد باتت التغيرات المناخية حقيقة كونية لا تقبل الجدل، وأنها ستكون في صالح الدول العربية، بينما سيكون أثرها سلبىي في الدول الأوربية” كما أشار الخبير السعودى أيضاً إلى أن الجزيرة العربية ستشهد تلك التغيرات من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. أما عن سبب تسمية تلك المنطقة بالربع الخالى فقد أوضح أن هذا الاسم تم إطلاقه منذ القدم، ويشير الاسم إلى خلو تلك المنطقة من الحياة، وعدم سقوط الأمطار فيها، وعلى الرغم من قسوة الطبيعة في تلك المنطقه إلى أنها تزخر بالعديد من الثروات الطبيعية كالنفط، والغاز الطبيعي، والمعادن، والطاقة الشمسية، والرمال الزجاجية.