المليونير الخفي، عمل سروجي ثم بالطبخ قبل التمثيل، وعاش في نصف حجرة قبل وفاته.. محطات في حياة الفنان الكوميدي “على الكسار”
على الكسار، ممثل كوميدي كبير اسمه الحقيقي “على خليل سالم إبراهيم”، أخذ اسمه الفني “الكسار” من لقب عائلة والدته “زينب على الكسار”، ولد ونشأ بحي السيدة زينب، بدأ العمل في بداية حياته بمهنة “السروجي” التي أخذها من والده ولكنه لم يستطع العمل بها بإتقان، فاتجه إلى العمل مع خاله بالطهي وبتلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لغتهم وكلامهم.
قام بتكوين أول فرقة مسرحية له في عام 1907 باسم (دار التمثيل الزينبي)، ثم انتقل إلى حي الحسين بفرقة (دار السلام).
جاءت شهرته من خلال مشاركته بدور النوبي “عثمان عبد الباسط” لمنافسة شخصية “كشكش بيه” التي كان يقدمها الفنان “الريحاني”، وحاذت تلك الشخصية على نجاح عظيم وقوي، وما زالت تبقى خالدة في ذاكرة الفن العربي والجماهير.
قصة كفاح الفنان الكوميدي الراحل “على الكسار” المأساوية:
تراكمت الديون عليه بسبب خيانة بعض شركائه في أحد الأفلام، واستمر لمدة أعوام عديدة يسدد في تلك الديون لبنك مصر، مما أدى إلى هجرة المخرجون له ولم يطلبوه إلا قليلاً.
وفاة الفنان الكوميدي “على الكسار” وإقامته في نصف غرفة:
حيث أرسل الراحل “على الكسار” في عام 1950 إلى وزارة الشئون الاجتماعية وعرض عليهم ظروفه، فقامت الوزارة بإرساله للعمل بطنطا في المسرح الشعبي، وعاش في تلك المحافظة في غرفة شِرك بشارع (أحمد ماهر)، وكان له نصف الغرفة فقط.
رحل الفنان الكوميدي عن عالمنا وهو يبلغ من العمر 69 عاماً، نتيجة معاناته بمرض سرطان البروستاتا، ودخل على إثرها المستشفى لإجراء عملية جراحية بالقصر العيني.
أوصى نجله وصية قبل وفاته مباشرة وهو يودعه قائلاً (خذ معاك العصايا دي وخلي بالك منها)، ثم تعانقا وكان تلك اللقاء الأخير بينهما.
لم يكن الفنان الكوميدي أسمر اللون مثل ظهوره على شاشات التليفزيون بل أبيض اللون، ولكنه كان يصنع كل يوم قبل ظهوره بالوقوف على المسرح خلطة ويقوم بصبغ وجهه بنفسه، نظراً لحبه الشديد في النوبيين.
تم تلقيبه بالمليونير الخفي نظراً لأنه كان يمتلك ثروة كبيرة جداً ولكن لم يكن يتظاهر بتلك الأموال والثروة حتى عاش أواخر أيامه بنصف حجرة بعد أن تكاثفت عليه الديون.