أسهل طريق للشهرة والتفرد والظهور، أن تفعل عكس ما يفعله الناس، عندما تكون في الحرم المكي وتجد الناس يطوفون عكس عقارب الساعة، طوف أنت معها كي يراك كل الحجيج والمعتمرين ومن يشاهدون الموقف، إنها نظرية “خالف تعرف” المخالفة لكل ما هو طبيعي وعادي ومألوف، ليس من أجل اختراع جديد أو الإتيان بفكرة خارج الصندوق، ولكن لكي تظهر في الصورة ولو بأثر سلبي أو مؤذي للآخرين.
العظماء من نجوم الفن أمثال أم كلثوم، ونجوم المجتمع والسياسة والطب وكل المجالات التي تنال شهرة واسعة ويكتب أبطالها أسمائهم بالنور في كتب التاريخ، لن تهتز هذه الصور العملاقة مهما تطاول عليها أدعياء المعرفة والشهرة، في أي زمان ومكان، بالطبع ليس هناك من هو معصوم من الخطأ والنقد، لكن من رحل من هؤلاء ترك إرثا ضخما من الإبداع في مجاله، شهد به أبناء عصره والعصور التي تليه، بما فيه من أخطاء وآراء مخالفة.
لكن أدعياء المعرفة وأصحاب نظرية “خالف تعرف” التواقون إلى الشهرة والمجد المفقود، بسبب الخبرات والمواهب المتواضعة التي فشلت في تحقيقه، متواجدون في كل عصر وأوان ولا يتوانون عن الطعن في العظماء، بل أحيانا يتطاولون على الأديان والكتب المقدسة، والأنبياء والرموز من بعدهم، المهم أن يلتفت العالم إلى ما يقولون، حتى لو كان مجرد هراء.
في مصر، لدينا منهم الكثيرون، يفاجئوننا كل فترة بالإساءة إلى أحد المقدسات أو عظماء العلوم والفنون وحتى السياسة، لعل وعسى يركبون الترند ولو بالسالب المهم أن يشير إليهم الناس ويذكرون أسمائهم، سمعنا من أساء إلى الصحابة، ومن أساء إلى علماء الدين وآخرهم الشيخ الشعراوي، وفي السياسة تتردد أسماء كل الزعماء على ألسنتهم، وفي الفن لم يسلم أحد من رموزه، وآخرهم أم كلثوم.
عادة يحقق هؤلاء مبتغاهم، وتتسلط عليهم الأضواء لفترة ثم يعودون إلى مكانهم الطبيعي حسب ما يملكون من علم أو موهبة، ومنهم من يعيد الكرة مرة أخرى ليذكر الناس بنفسه، ولما لا والمجتمع ينسى سريعا، ويتصالح سريعا مثلما يغضب، دون أن يتحول غضبه إلى آلية واضحة لمعاقبة هؤلاء بما يتناسب مع ما اقترفوه من إثم، على الأقل حرمانهم من تحقيق هدفهم في الإساءة إلى الغير.
بعد إهانة أم كلثوم في ندوة اتحاد الكتاب.. أسرة الست تلجأ للقضاء والمهن الموسيقية تستنكر
لا بد أن يكون المسيء إلى أم كلثوم وغيرها، عبرة لغيره كي لا يتجرأ أحد على مخالفة خلق الله فيما هو متعارف عليه من سلوكيات وأخلاقيات، أما أن ينتهي الأمر إلى أن يربح المسيء من إساءته فهذا لا يصح، واعتقد أن أسرة أم كلثوم ومن توسط لديهم لقبول اعتذار من أساء إليها، أخطأوا جميعا في قبول الاعتذار، لأنه لم يكن ناتج عن خطأ غير مقصود أو تعبير فهم على غير حقيقته، أو كان هناك من اجتزأ من كلام بالخطأ.
الأخطاء المقصودة مع سبق الإصرار ضد أم كلثوم، لا يقبل فيها اعتذار، لأنها تضع قاعدة غريبة في المجتمع تسمح برجم الكبار بالحجارة، دون احترام لتاريخ أو إنجازات وخدمات رائعة أفادت الوطن وأهله، لا قدسية لأحد لكن المحافظة على حقوق نجوم مصر التاريخيين واجب وحق من حقوقهم، وحقوق الأجيال القادمة، وإلا لن يكون لدينا تاريخ وعظماء يمكن أن يفتخر بهم أولادنا وأحفادنا.
اود.الفوز.بمسابقة.
الحلم