مسيرة يحلم القيام بها الكثير من الشباب في عمرٍ كامل قام بها “الفنان عادل خيري” في 32 سنة فقط قبل أن يتسبب “السكر” في وفاته
تميز الفنان عادل خيري بنوع خاص به من الكوميديا، فرغم وفاته في ريعان شبابه إلا أنه ترك ورائه الكثير من الأعمال الفنية، التي زين بها تاريخ المسرح المصري، والتي يشهد بها إلى الآن رواد الفن، لذا سنحدثكم في هذا المقال عن الفنان عادل خيري وما قدمه خلال 32 عاماً فقط من عمره، من مسيرة فنية رائعة وامتهانه للمحاماة وحفظه القرآن ومعاناته مع المرض، إليكم التفاصيل.
الفنان عادل خيري:-
ولد الفنان عادل بديع خيري يوم 25 ديسمبر عام 1931 بمدينة القاهرة، حفظ في صغره الكثير من أجزاء القرآن الكريم، ثم ألتحق بكلية الحقوق تلبيةً لرغبة والده الفنان بديع خيري، بعدها التحق بمسرح الهواة بالكلية، وكانت هذه هي الخطوة الأولى له نحو احتراف فن التمثيل بعد التخرج، فرأى فيه والده موهبة التمثيل، فستعان به وبالفنانين سراج منير وحسن فايق لتأدية أدوار الريحاني بعد وفاته.
مسيرة الفنان عادل خيري الفنية:-
لم تدم مسيرة الفنان عادل خيري سوى لسبع سنوات فقط، تنوعت فيها مواهبه بين الغناء والتمثيل وأحياناً كتابة الزجل، وقدم فيها على خشبة المسرح الكثير من الأعمال الفنية منها ما تم تسجيله للتلفزيون، ومن أشهر ما قام به “كان غيرك أشطر – إلا خمسة – يا ما كان في نفسي – حسن ومرقص وكوهين – كنت حيلوة – الشاب لما يدلع – إوعى تعكر دمك – 30 يوم في السجن – أحب حماتي – استنى بختك – الستات لبعضهم”، وغيرها من الأعمال الفنية على خشبة المسرح.
لكن المرض الذي اختطفه في ريعان شبابه، في الثانية والثلاثين من عمره، حرمه من نجومية السينما، التي هي أكثر منحاً للشهرة من خشبة المسرح، ولم يقدم في السينما سوى فيلمين فقط وهما “لقمة العيش”، مع صلاح ذو الفقار ومها صبري، و”البنات والصيف” مع كمال الشناوي ومريم فخر الدين.
الفنان عادل خيري وامتهانه المحاماة:-
تحدثنا بالأعلى عن التحاق الفنان عادل خيري بكلية الحقوق، تلبيةً لرغبة والده، وبالفعل امتهن مهنة المحاماة، وذلك رغم نجاحه بالمسرح، وكان لديه مكتب شاركته فيه زوجته “إيناس حقي”، بطلة العالم في السباحة بإيطاليا، والتي كان قد تزوجها بعد تخرجهما من كلية الحقوق مباشرةً، والتي كان قد انجب منها ثلاثة بنات.
ولكنه انقطع بعد ذلك عن المحاماة وذلك بسبب حالة الضحك التي كان يتسبب بها بمجرد دخوله قاعة المحاكمة، وازداد الأمر بعد أن أصبح مشهوراً ما دفعه إلى أن يوقف العمل في المكتب، خوفاً على مصير موكليه وحتى يتفرغ للفن.
الفنان عادل خيري وتدهور حالته الصحية:-
ورث الفنان عادل خيري المرض من والديه، فكانت العائلة ضحية لمرض السكر، فوالده بُترت ساقيه نتيجة المرض، وكذلك والدته التي أُصيبت بالعمى لنفس السبب، وهو الآخر اشتد عليه المرض في الـ31 من عمره، ففي هذه السنة عانى كثيراً من المرض، فكان لا يصعد على خشبة المسرح دون أن يأخذ الأدوية والحقن، وكان يعاني بشدة من الإجهاد والتعب.
وبعدها أصيب بتليف بالكبد، ما أجبره على التوقف نهائياً عن العمل بالمسرح، ولم يستمر الأمر طويلاً، فقد فارق الحياة في يوم 12 مارس عام 1963، عن عمر يناهز الـ32 عاماً.