الطلاق يشكل خطر كبير على استقرار الأسرة ومن الملاحظ زيادة نسبته في السنوات الأخيرة داخل المجتمع المصري بل داخل المجتمعات العربية بصفه عامة فبعد أن كانت مجتمعاتنا تتميز بالاستقرار وبقاء رابطة الزواج ما بقيت حياة الزوجين لما لتلك الرابطة من قدسية خاصة حثت عليها جميع الأديان السماوية ومن خلال موضوعنا نحاول أن نناقش بعض الأسباب المباشرة للطلاق والآثار التي تترتب عليه ونحاول أن نوجد بعض الحلول لمواجهة تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.
ما هي أهم أسباب الطلاق؟
للطلاق أسباب متعددة نحاول أن نوجز أهمها فيما يلي:
1- عدم التوافق بين الزوجين حيث نجد أن من أهم أسباب الطلاق عدم الانسجام والتوافق في الأفكار والطباع والأخلاق أواختلاف المستوي الثقافي أو الاجتماعي بالطبع لا يوج شخصان متطابقان في تلك الأمور ولكن التقارب مطلوب.
كذلك التباين في المستوي الاقتصادي يؤدي للعديد من المشكلات خاصة إذا كان مستوي الزوجة المادي أعلى بمسبة كبيرة عن مستوي الزوج.
ففي بعض الأحيان نجد أن الطرف صاحب النصيب الأقل من المزايا يحاول التقليل من شأن الطرف الأخر وفي أحيان أخرى نجد استعلاء واستقواء من الطرف الأكثر تميزا.
وفي الحالتين ولن يؤدي ذلك إلا إلى خلق بيئة تنافسية لا تصلح لإقامة حياة زوجية سليمة وتؤدي إلى الطلاق أو إلى التنافر والتباعد رغم استمرار الحياة الزوجية.
2- عدم تروي بعض الأزواج واستخدام لفظ الطلاق بطريقة تكرارية لا تتناسب مع قدسية تلك العلاقة فنجد أن الزوج يستخدم الطلاق كوسيلة لتهديد الزوجة وكوسيلة لإثبات أنه الطرف الأقوى في العلاقة وهو ما يخلق جو من الصراع ينتهي حتما بالانفصال.
3- تدخل الآخرين في المشاكل الزوجية فمن الحكمة حل المشاكل بين الزوجين بدون تدخلات خارجية وأذأ لزم الأمر فمن الأولي اللجوء للمنهج الرباني حكم من أهلها وحكم من أهله ويجب أن يقع الاختيار على ذوي العقل والحكمة.
4- الغيرة الزائدة إلى حد المرض فان كانت الغيرة وسيلة من وسائل التعبير عن اهتمام كل طرف بالآخر إلا أن المبالغة فيها يتحول إلى شك يهدم ولا يبني.
5- الآنانية من جانب أحد الطرفين فإلقاء المسئوليات بالكامل على عاتق الزوجة أو العكس فنجد أن بعض الأزواج لا يقوم بمساعدة زوجته في أي من مسئوليات الحياة داخل المنزل بل قد تمتد لإلقاء العبء المالي عليها أيضاً وهنا تجد الزوجة أن وجود الزوج لم يعد مقنع أو له مبرر سوي أنه عبأ إضافي على عاتقها.
والعكس صحيح فبعض الزوجات وان كن قله إلا انه نموذج موجود فنجد أن الزوجة لا تهتم إلا بنفسها ومظهرها وتكلف الزوج مبالغ فوق طاقته ما يدفعه للتخلص من تلك العلاقة.
6- أسباب اقتصادية كأن يتم الزواج في ظل كم هائل من الديون يعجز الزوج عن الوفاء به بالإضافة إلى مسئوليات المنزل المالية وهنا تفشل الزيجة بطبيعة الحال.
7- الملل الذي يأتي بتغلب النواحي المرهقة في الحياة على النواحي ذات الجاذبية فإذا كان الاهتمام داخل المنزل بالماديات والمسئوليات فقط فالنتيجة الحتمية هي الملل التدريجي والذي يقتحم الحياة بدون أن يشعر الزوجان حتى يجدوا أنفسهم في حالة من الاكتئاب والعصبية المستمرة فالزواج مثل أي كائن حي إذا لم يتم الاهتمام به من كل جوانبه المادية والنفسية والروحية فالطبع سيموت.
8- الزواج بأخرى فأغلب الرجال العرب يحفظ جيدا حقه في الزواج مثني وثلاث ورباع ولا يعي أنه مطالب بالعدل وأنه لن يستطيع تحقيق ذلك العدل مهما اجتهد.
ونجد أن بعض الزوجات ترفض الاستمرار مع زوج مقبل على الزواج بأخرى والبعض يرضخ ويستمر ولكن مع التجربة لا تستطيع تحمل وجود امرأة أخرى في حياة زوجها وهو ما يؤدي إلي طلب الطلاق من جانب الزوجة الأولى أو الثانية أو كلتاهما.
9- الصمت الزوجي فقد يكون كلاهما يحمل مشاعر تجاه الأخر ولكن لا يبوح بها مع ضغوط الحياة المختلفة وينسي الزوج تحديدا أن أهم ما يسعد زوجته كلمات الثناء على مظهرها أو على ما تعده من طعام أو غير ذلك.
10- عدم وجود منزل مستقل أو دخل كافي فمع الضغوط الاقتصادية وصعوبة الحصول على مسكن يضطر بعض الشباب الي الزواج بمنزل أهل الزوجة أو أهل الزوج وهو ما يفقدهم الاستقلال ويتسبب في كثير من المشكلات قد تنتهي بالطلاق.
11-وجود ثقافة لدي البعض ناتجة عن تربية خاطئة تدفعهم إلى تعمد إهانة الزوجة بالقول أو بالفعل فنجد أن بعض الأزواج يقومون بسب الزوجة أو ضربها وهو ما تأباه الفطرة السليمة للزوجة ويدفعها إلى السعي للطلاق.
وفي حالات قليلة نجد زوجات تعمد إلى إهانة الزوج وهو أمر غير مقبول على الإطلاق ويؤدي حتما إلى فشل الحياة الزوجية.
كذلك عجز الزوج عن سد الاحتياجات الأساسية للأسرة قد يدفع الزوجة إلى طلب الطلاق.
تلك بعض أسباب الطلاق في المجتمع المصري والعربي في الوقت الحالي وسوف ننشر تباعا طرق الوقاية من الطلاق والآثار السلبية للطلاق على كلا الزوجين وعلى الأبناء وعلى المجتمع بصفة عامة.
