السلام 98 سفينة تصارع الموت من 17 عامًا بلا منقذ

صورة 1

 

في فجر الثالث من فبراير عام 2006 وبينما المصريون يتابعون مباريات كأس الأمم الأفريقية وفي انتظار مشاهدة مباراة مصر والكونغو من مساء اليوم المشئوم إذ بخبر غرق عبارة السلام 98.

تحمل العبارة اسم السلام ولكنها لم تعرف من اسمها أي شيء فلم تكن رمزًا لا لسلام ولا إلى أمان فشعار العبارة كان الاهمال وهي سمة متلازمة مع الفساد لم يشفع لمالك العبارة ما حدث لضحايا سالم اكسبريس عام 1991 ليكرر بفساده فاجعة جديدة تنخر في قلوب وجدان أبناء هذه البلد.

تشير التقارير الرسمية حول غرق السفينة ووفقًا لشاهدة الناجين أن حريقًا شب في غرفة محرك السفينة ما لبث أن اتسعت مساحته وامتدد إلى مساحات أكبر فامتلأت السفينة بالمياه وبدأت في رحلة الغرق والوصول إلى النهاية المأساوية بعض التقارير أشارت إلى افتقاد العبارة إلى لوسائل الأمان ومعدات الإطفاء  الحديثة وأن محاولة الإطفاء كانت تتم بواسطة عناصر بدائية كمضخات المياه والتي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه بها ما أحدث خلال في اتزان جسد السفينة وهو ما ظهر في تسجيلات  الصندوق الأسود للسفينة إذ يأمر القبضان أحد مساعديه بالاتجاه ناحية اليمين وكذلك الركاب الاتجاه ليمين السفينة كمحاولة لإعادة ضبط اتزان السفينة.

صورة 2

كانت الباخرة قادمة من ميناء ضبا السعودي متجهة إلى ميناء سفاجا المصري حاملة على متنها نحو 1415 راكبًا من بينهم 104 من طاقم السفينة و115 راكبًا أجنبيًا من ضمنهم تسعة وتسعون سعوديًا؛ ضج البحر بصراخات هؤلاء واستغاثات لم تجد لها مجيب.

و وفقًا لتقرير لجنة تقصي الحقائق والذي تم تشكيله من قبل مجلس الشعب آنذاك للوقوف على أسباب غرق السفينة أشار إلى تقاعس قوات الإنقاذ المصرية إلى إنقاذ السفينة وأن أول محاولة لإنقاذ راكب السفينة جاءت بعد سبع ساعات من غرق السفينة إذ اكتمل غرق السفينة في تمام الواحدة والنصف من صباح الجمعة الثالث من فبراير بينما قوات الاستغاثة المصرية وصلت في تمام السابعة صباحًا.

أشار التقرير أيضًا إلى الإهمال الذي يصل إلى حد التعمد من قبل مالك السفينة وهيئة السلامة البحرية في مراعاة قواعد النقل البحري من فحص شامل ودوري للسفينة ووضع مهام الإنقاذ والتفيش الدوري على العدد المسموح للعبارة إذ يشير التقرير إلى تجاوز السفينة للعدد المسموح به للركاب.

أغلقت قضية السلام 98 بعد عامين من غرقها حيث وصل عدد الجلسات القضائية لنحو واحد وعشرين جلسة انتهت إلى براءة مالك العبارة ونجله وثلاثة آخرون وحبس قبضان عبارة سانت كاترين ستة أشهر لعدم  تلبيته نداء الاستغاثة من السلام 98 !


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.