يعتبر في خلق إبليس حكمة لا يعلمها ألا الله سبحانة وتعالى، أن الله جعل أبليس عبرة لمن تكبر عن طاعته وأصر على معصيته كما جعل ذنب أدم عبرة لمن ارتكب ذنب أو عصى أمر الله ثم تاب وندم ورجع إلى الله فابتلى الله أبوي الآنس والجن بالذنب وجعل هذا الأب عبرة لمن أصر وأقام على ذنبه وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه.
وفي الأثر الإلهي: إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي.
وفي أثر حسن ابن آدم ما أنصفتني، خيري إليك نازل وشرك إلى صاعد كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك وكم تتبغض إلى بالمعاصي وأنت فقير إلى ولا يزال الملك الكريم يعرج إلى منك بعمل قبيح.
وفي الحديث الصحيح “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم” فهو سبحانه لكمال محبته لأسمائه وصفاته اقتضى حمده وحكمته أن يخلق خلقا يظهر فيهم أحكامها وآثارها فلمحبته للعفو خلق من يحسن العفو عنه، ولمحبته للمغفرة خلق من يغفر له ويحلم عنه ويصبر عليه ولا يعاجله، بل يكون يحب أمانه وإمهاله، ولمحبته لعدله وحكمته خلق من يظهر فيهم عدله وحكمته، ولمحبته للجود والإحسان والبر خلق من يعامله بالإساءة والعصيان وهو سبحانه يعامله بالمغفرة والإحسان فلولا خلق من يجري على أيديهم أنواع المعاصي والمخالفات لفاتت هذه الحكم والمصالح وأضعافها وأضعاف أضعافها فتبارك الله رب العالمين وأحكم الحاكمين ذو الحكمة البالغة والنعم السابغة الذي وصلت حكمته إلى حيث وصلت قدرته وله في كل شيء حكمة باهرة كما أن له فيه قدرة قاهرة وهدايات إنما ذكرنا منه قطرة من بحر وإلا فعقول البشر أعجز وأضعف وأقصر من أن تحيط بكمال حكمته في شيء من خلقه فكم حصل بسبب هذا المخلوق البغيض للرب المسخوط له من محبوب له تبارك وتعالى، يتصل في حبه ما حصل به من مكروهه.
و أخيراً أن يظهر الله قدرته في خلقة من الملائكة وجبريل والأجن وأبليس والأنس وادم، وهذا من عظمة خلق الله فهو خالق الأضاد السماء والأرض الحر والرد.. وغير ذلك