- تحقيق | محمد هلال.
لا تصدر البيانات عادةً عن الدول دون مقصد أو أهداف، بل أن للكلمات رسائل ولكل رسالة معنى توضح وتبين الموقف السياسي والعقيدة الدبلوماسية لكل دولة من خلال بياناتها الرسمية خاصة تلك الصادرة بعد أحداث جسام، اليوم وقع حادث إرهابي غاشم ضد أحد دور العبادة بمصر وتحديداً مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، أصدرت الدولة التي تتهمها مصر بتمويل ودعم الارهاب بياناً رسمياً تعليقاً منها على هذا الحادث، يحمل في طياته العديد من الرسائل السياسية التي قد توضح بجلاء موقف قطر من الارهاب ومن مصر حكومة وشعباً.. فاليكم تفاصيله.
البيان القطري تعليقاً على حادثة بئر العبد الارهابية
فكعادتُها ترفض قطر بشكل معلن العنف والارهاب وهذا ما أوضحته في مقدمة البيان، ولكن المستغرب انها انهت تلك العبارة ب ” مهما كانت الدوافع والأسباب “ وكأنها تُشير إلى أن معارضة النظام الحاكم لمصر الآن من قبل تلك الجماعات الارهابية قد يكون هو المسبب لمثل تلك العمليات، وهو ما قد يكون شرعنة خفية في البيان القطري لدوافع تلك العملية، حيث من المعروف أن الارهاب لا دافع له الا انه عقيدة خربة لا دين ولا أمان لها، وهذا ما تجاهله البيان القطري.
شدد البيان الصادر عن قطر على الرفض التام لإستهداف دور العبادة، وكأنه يسوق احتمالية أن يكون استهداف ما دُونها من أهداف مشروعاً، وهذا ما قد يفسر السبب الذي دفع قطر لعدم اصدار أي بيان إستنكار عندما تتعرض وحدات من الجيش أو الشرطة المصرية لأى حادثة عنف إرهابية.
خُتم البيان بتوجيه التعازي لأُسر الضحايا وايضاً الشعب المصري، متجاهلا النظام الحاكم لمصر، أو حتى الإعراب عن الإستعداد لتقديم الدعم لمصر في مواجهة الارهاب كما فعلت كل الدول التي أصدرت بيانها بشأن الحادثة.
وهكذا كان البيان القطرى، عناوين عريضة لكنها تحمل في طياتها تفاصيل أكثر عُمقاً.