كَتب: أحمد كِشك
الثقة بالنفس هي حُسن اعتماد المرء على نفسِهِ، ومقدرَته على صنع شخصِيَّته المُستَقِلَّة، ونسخته الوحيدة الغَير مُكرَّرة، أن يكون هو فقط لا أن يكون نُسخة مُصَغَّرةً مِمَّن حَولهُ، الثقة بالنفس هي ثقة المرء بنفسه وبقدراته وأهدافه وطموحاته، مما يعني أن الثقة بالنفس هي الإيمان بالذات، وبدونها يُصبح الإنسان أشبَهُ بِالدُمَىٰ، فَكما أن البيوت لا تُبنى إلا بأعمدة قوية، كذٰلِك لا تُبنى حياة ناجحة أو إنسان قوي إلا بالثقة بالنفس.
اِقْرَأْ أَيْضًا: إعادة تدوير الشغف
يجب على كل إنسان أن يبني لذاته شخصيَّته القوية الواثقة من طموحاتها وأفكارها لِكَيّ يَقي نفسه من الأمراض والانتقادات؛ فَإن مَن يُعانون من”فقر الثقة بالنفس” دومًا ما يتعرَّضون لـ”التنمُّر”؛ بسبب استسلامهم لما يواجهونهُ مِن انتقاد من الرِفاق والمُجتَمَع، وقَد أثبتت الدراسات العِلمية أن ٨٠٠ ألف مِمَّن ينتحرون كل عام سبب انتحارهم هو تعرُّضِهم لِـ”التنمُّر” اللفظي، أي بسبب انعدام الإيمان بقدراتهم أو انعدام ثقتهم بنفسهم وقِلَّة مخزون الثقة، ولذٰلك عليك ألَّا تلتفت لأقوال الآخرين.
اِقْرَأْ أَيْضًا: أسباب الانتحار وطرقه وكيفية الوقاية منه.
قد قال الدكتور “أنيس منصور” فيما يخُص موضوع “الثقة بالنفس”:
“الثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة”
وأيضًا “آرثر أش ألابن” -لاعب كرة المضرب المُحترف- قد قال:
“المفتاح الأول للنجاح هو الثقة بالنفس، والمفتاح الأول للثقة بالنفس هو التحضير والاستعداد”
وقال دكتور “روچر ج. فريتز” مُضيفًا على الأقوال السابقة: “الثقة بالنفس هي ما يجب أن تشعر به قبل أن تتفهم الأبعاد الحقيقية لأي موقف”
اِقْرَأْ أَيْضًا: العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه
ومن الأقوال السابقة نَصِل لِما نريد إيضاحَهُ مُنذ بِدايةِ الحديث، ألا وهو أن الثقة بالنفس هي من أساسيات بناء الشخصية للإنسان الناجح القوي، ولكن علينا أن نأخذ الحذر من أن تنقلب تِلك الثقة لغرور أو استعلاء، وقد نَهىٰ الله عز وجَل عن الكِبر وقد قال في سورة الإسراء الآية ٣٧ ‹وَلَا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرِحًا إنَّكَ لَن تَحرِقَ الأرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبَالَ طُولًا‹ _صَدَقَ اللّٰه العَظيم.
فَمِن حَق كلِّ إنسان أن يَثِقَ بِنفسِه ولكن لا يتعَدَّى حدود الثِقة كَي لا يَقَع في فَخِّ الغرور.
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك
