يمر كل منا بمواقف مختلفة ومحطات في حياته، بين فرح وترح، عذاب ووجدان، حب وهيام، وألم وسعادة، نشوة اللقاء وعذاب الفراق، درجة من الإيمان تنقص وتزيد، بعد وقرب من الخالق سبحانه وتعالى، خير نسأل الله من فضله وشر نستعيذ بالله منه، وتظل حياتنا عبارة عن مجموعة من النقاط على محيط دائرة ندور فيها، ونتبادل الأدوار والنقاط التي تمثل كل الأضداد، وكل حسب حالته الشخصية وموقفه الوقتي.
. لا تتعجب فهذه حقيقة الجميع يعيشها، ولك أن تعود بشريط الذكريات لترى حالك وقتها ووضعك الآن، وقد يكون المؤشر سلبي أو ايجابي، ما نطرحه الآن، هل يمكن لنا أن نبوح بحالتنا النفسية لأنفسنا أو للمقربين منا فترتاح قلوبنا؟
، نعم يمكن أن تبوح وتجد من يسمعك وينصت اليك وهذا في حالة المؤشر الايجابي، فلو انك ربحت المليون في برنامج جورج قرداحي، الجميع يريد أن يسمع كيف حققت الفوز وربحت المليون، ولو أنك أخذت صورة سيلقي مع شخصية كبيرة الجميع يستضيفك ليسمع كيف أقنعت هذه الشخصية بالتصوير معك، وبالقياس أي شيء إيجابي حققته.
ننتقل إلى الجانب الآخر إذا كان المؤشر سلبي، من اثقلته الديون، أو أخفق في تجارة، أو هزم في مباراة الحياة، وكذلك العاشق المشتاق الذي حال الزمن بينه وبين الحبيب، واجمع معها أي مؤشر سلبي أو موقف صعب، وقتها ستظهر المعادن، وستراقب بنفسك تصرف من حولك، وعلى حد علمي البسيط وربما أكون مخطأ سيتخلى عنك العديد من المقربين الذين كانوا بالأمس ينصتون لك، الا من رحم ربي واقصد بالتخلي هنا الذي يصل إلى حد الهروب من سماع شكواك أو مشكلتك.
وقتها فقط نحتاج ونبحث عن من يسمعنا، لا احد على وجه الأرض يفرح بعودتك ويسمعك، ويأمرك أن تقترب منه وتجده جوارك سوى الخالق القدير سبحانه وتعالى، من يملك الكاف والنون، فلا أحد سواه يملكها بعظمته وقدرته. وقد يكون البوح على الورق، والحوار مع النفس شفاء أو تغيير الحالة والشعور، التحول من السلبية القاتلة إلى ايجابية فاعلة أو راحة نفسية.
فتجد العاشق يكتب ابيات الشعر ممزوجة بمشاعره، والذي أثقلته الديون بدأ يكتب خطته لينتزع الألم والحزن، ويدعو الخالق في جوف الليل ويستغفر، البوح والحديث مع النفس والقرب من الله في هذا الوقت مطلب، ومنقذ لحالتنا السلبية.
ادعو الله في جوف الليل، حدث نفسك واهمس إليها، اعترف على الورق، واكتب ما بداخلك فمن البوح ما يشفي.