الإيجار القديم.. قانون شيطاني زرع الكراهية بين أبناء المجتمع المصري وأمر بالقتل

قد تأخذك الدهشة عزيزي المستأجر، لكن لم ولن تأخذ المالك الدهشة أيضا من العبارة سالفة الذكر، أو من الحديث التالي ذكره، حول بعض الحقائق المرة عن الإيجار القديم، والذي يستحق التوصيف الذي تم سرده في العنوان الخاص بالمقال “قانون شيطاني، زرع الكراهية بين أبناء المجتمع المصري، ولعل القارئ في تاريخ التشريع الذي أدامه الحكم الناصري، وأعطاه قبلة الحياة الحكم الساداتي، وسقاه بالاستمرار الحكم المباركي، لكن وللأسف الشديد، لم يتم إلى الأن الإجهاز عليه في عهد الرئيس السيسي، وبرغم رغبته القويه في اجتثاثه من جذوره، وكما يتضح لنا جميعا فقد بدأت البوادر بمطالبة وزير الأوقاف، الثلاثاء، بالنظر في الإيجار القديم من جديد، لكن هذه المرة بالنسبة للأشخاص الطبيعيين أسوة بالتشريع الذي صدق عليه الرئيس السيسي العام الماضي للأشخاص الاعتبارية، وإن شئت فاستمع لحوار وزير الأوقاف بالأسفل.

قانون شيطاني

لماذا يا ترى كان قانون الإيجار القديم، قانون شيطاني؛ ولعل الجواب يكمن في اسمه “الإيجار القديم”، وبالمقارنة بين الإيجار القديم والإيجار الجديد، نجد الشيطان جالس بينهما، يغذي الكره والحقد داخل نفوس أبناء المجتمع، فتجد مستأجر الأمس، هو مالك اليوم، ومالك الأمس، هو مستأجر اليوم، فتبدلت الأوضاع، وأخذ كل منهما موضع الآخر، ولكن لهذا قانون، ولهذا قانون، والتفرقة هنا ظالمة، ومن هنا جاء الشيطان الذي يأمر بالظلم ولا يريد للعدل موطنا.

ولقد تحدثنا قبل ذلك عن الإيجار القديم وآثاره الاجتماعية الكارثية، وذلك منذ مدة ليست بالقصيرة، فقد انقضى عام وأكثر، وفي هذا العام سقطت وتهاوت الكثير من البيوت والعقارات، لكن للأسف الشديد لا يوجد رد فعل من مجلس النواب المصري إزاء هذا التشريع الشيطاني الذي يأمر بالقتل، ولما لا؟؛ فقد أمر التشريع المستأجر بترك العقارات دون ترميم بالرغم من الأجرة الزهيدة التي يدفعونها لمالك العقار، وربما يكون المالك عشرات الورثة، أو لعدم المبالغة فلنقل أنهم عدد من الورثة، حيث كلف المالك الذي يتقاضى 10 جنيهات بالترميم؛ ترى أي تشريع هذا؟.

لقد قتل الإيجار القديم المستأجر الغير قادر تحت الأنقاض، وسجن المالك الغير قادر لأنه لا يجد قيمة ما استثمره أبوه وورثه هو، من المستفيد من بقاء هذا الشيطان الرجيم الذي يزرع الكراهية والحقد وينشر القتل بين أبناء المجتمع الواحد؟.

يجعل المالك يدعو على المستأجر بالموت والهلاك “تفكك مجتمعي خطير”

إن الإيجار القديم، حدد أجل وموت المستأجر وورثته لعودة العين المستأجرة إلى المالك، وهذا بحد ذاته زراعة للفتنة بين المؤجر والمستأجر، فأخذ المالك الذي في حالة من العوز والحاجة، أن يدعو على المستأجر بالهلاك والموت؛ ترى! أي تشريع هذا يا أيها المجلس الموقر، وأي تشريع هذا! يا معالي رئيس مجلس الوزراء، لقد تحدثت بنفسك عن المأساة، وشكلت لجنة بناء على قرار منك برئاسة وزير العدل، ولكن تم إيقافها لأجل غير مسمى، وذلك بسبب الأولويات، والفيديو في الأسفل.

إن الإيجار القديم، عبارة عن نبتة شيطانية يجب أن يتم اجتثاثها من أرض الوطن العزيز مصر، وإلا فما الداعي إذن؛ الذي جعل قانون الإيجار الجديد يخرج إلى النور عام 1996 طالما أن الإيجار القديم صالح؟.

إن القانون القديم للإيجار غير مقنع للحكومة وسبب في خسارة الدولة ووزارة الأوقاف، ولا لمجلس النواب، وغير مقنع تماما للسيد الرئيس، فلماذا استمراره إلى يومنا هذا؟، مجرد تساؤل.