المعاني الراقية لا تزوال، من الممكن أن تخفتي وسط الملوثين لكنها حتمًا لا تندثر مهما زاحمتها كثرة وجود المتدنيين من حولها، تلك هي الحقيقة التي لا ينبغي لأي أحد أن ينكرها، مهما حاوطة اليأس وخيبة الأملأ أو أحبطتة المحبطين وأقنعه الملوثين أن التدني صار أسلوب حياة.
هناك من يدعي أن الخلاق لا جود لها وأن من يرغب في العيش في تلك الحياة عليه أن يحيا كما يحيا الجميع ولا يعترض على ما يدور حوله لأن الاعتراض لا يُغير من الأمر أي شيء فقط سيزيد من التصادم وتصنع حالة من التعب تمتد لكثير، وهناك من يزعم أن الغاية تبرر الوسيلة وتحقق كل ما نريد وغيرها من التبريرات التي تجعل الفرد يتخلى عن المبادئ والقيم والأخلاق أو ينحيهم جانبًا لحين استخدامهم كوسيلة للادعاء ونيل إعجاب الجميع.
متناسين جميعًا أن البراءة والنقاء والعطاء صفات إنسانية وليست صفات ملائكية أو دعوى للمثالية يعي ذلك ويفهمه فقط كل من أردا أن يحيا كإنسان وأن يرُفي الأخلاق هو حلم يود الطالح قبل الصالح أن يراه في ذاته طبع أصيل بل ويُود يجدها بين الجميع ولكن هناك من يستسهل التدني والسوء كوسيلة مناسبة للوصول لكل ما يرديه في الحياة وهناك من تربي على التلوث حتى صار لديه أسلوب حياة وهناك من يتعمد التغير للسوء ذلك لأن الأفضل لم يصل بهم لما يحلموا به ومتناسين جميعًا أن الأصل هو رُفي الأخلاق وأن راحة النفس والبال لا تأتي من التدني وأن أقصي ما يحقق التدني هو سعادة لحظة لا تدوم والأهم أن الذات تحتقر صاحبها قبل أن يَحتقره الآخرون.
قد يهمك:
عن الكاتب:
ساره محمد ..
عَملت بمجال الصحافة الورقية مُنذ عام 2012 م وتنوعت مقالاتها ما بين الاقتصادية والاجتماعية وكذلك التنموية وعملت أيضاً بمجال الإعلام كمعدة ومقدمة برامج من خلال راديو أون لين وقدمت العديد من البرامج المتنوعة والتي منها حكاوي وتأملات وصباحك مسكر والآن انتقلت إلي مجال صحافة المواقع الإلكترونية .