أيًّا ما كان ما تمرُّ به، حتمًا سيزول أثره، تتلاشى عواقبه، ويمرُّ كانَّ شيئًا لم يكن، المهم: ابدأ حيث أنت الآن، لا تتوانى، وأكمل المسير، استعن بالله، استأنف خطاك، وأزل من طريقك كل ما يعوق مسيرك.
بادئ ذي بدء، ليس منَّا من يحظى بحياةٍ كاملة على سبيل الدوام، إنَّما منَّا مَن يرضى فيرضيه رب العالمين، يستبشر فإذ بالمولى يبشره، يجبر فيُجبَر، حياتك واحدة، ما تلقاه فيها إما قدر موكول إليك، أو من صنع يديك، وسواء هذا أو ذاك فهو نصيبك المحتوم، أما الأول فاحرص أن تقابله دومًا بالحمد من سويداء قلبك، وأنت موقنٌ أن رحمة الله قد أحاطت بك، فاختار -سبحانه- لك الأهون والأيسر، أما الآخر فاسع بجدٍّ مقرون بالتحلي بالأمل الذي لا يغيب، الطموح الذي لا ينضب، الكفاح الذي لا يكلُّ، عافر في طريقك، جاهد ذاتك في كل مرة أنك ستكون أفضل.. بل أفضل وأفضل، فما أنت إلا نتيجة أفكارك الكامنة في خلجات نفسك، كن قائدًا يستحق أن ينال شرف القيادة الدؤوبة، المبنية على قيمٍ راسخة، آمال لا تقبل إلا أن تتحقق، اسع لتكوين صورتك المنيرة، جانبك الملهم، جوهرك المشرق، مكنوناتك التي تعبر عنك، هويتك التي طالما افتقدت إليها، لن أقول لك كن صانعًا للمستحيل، فالمستحيل وهمٌ لا أساس له، وقاعدة كل ما ينبني على أساسها هاوٍ لا محالة، بل تحرَّر من قيود المستحيل، وضع نقطة فاصلة بين كل ما مضى من وتيرة حياتك، وابدأ من حيث أنت، وكن أنت الذي تتوق إليه في كلِّ مرة، فلنبدأ معًا.
تموج حياتنا بأحداثٍ لا تكلُّ، حياة تفيض بالأسى تارة، وبالرضا تارة أخرى، الأسى ليس مجرد كلمة، إنما شعور دفين، تتعدَّد دواعيه، وتتنوَّع نتائجه، والرضا قناعة كامنة في النفس، لا يمكن الوصول إليها بسهولة، قد تتوفَّر لديك مقوِّمات السعادة، ولست بسعيد، وقد تُقهَر في اليوم ملايين المرَّات، وترتسم على شفاك ابتسامة تفيض بالأمل، فخارجنا لا يعبِّر عن مكنوناتنا، وإن كان لا يكفُّ عن عناء ما يقاسيه، تعلَّم ألَّا تبالغ، فالمبالغة تضاعف الفقد، وعلى الرّغم من أنَّ كل وجع يترك أثرًا لا يزول، إلَّا أنَّه يكسبك نضجًا في تجاربك اللاحقة.
الحياة التي يغلب عليها طابع البساطة ممزوج بالرضا أفضل بكثير من حياة مترفة، تغلفها مظاهر الرفاهية من الخارج، مع غياب البسمة النابعة من القلب، الصفاء الذهني، والرضا الحقيقي.
الأفضل من هذا وذاك أن تبني لذاتك الحياة التي تليق بجوهرك، على القدر الذي ترتضيه، ويشعرك بالغبطة كلما تذكرت مراحل تأسيسه، وأطوار بنائه، التي أنهكتك طويلًا حتى تحققت.
#بقلمي_إيناس_خالد
مقال رائع للغاية، أحسنتِ أستاذة إيناس.
كلامُك كلُّه صحيح، لكن يحتاج المرء منا للمران لتطبيقه واقعيا، أنا مثلا حياتي متوقفه منذ ست سنوات على أمر ما لا أستطيع تجاوزه أو نسيانه، بالرغم من مرور الشهور والسنوات إلا أن كل تفاصيله محفورة في ذهني لا يمكنني تجاهلها وكأنها حدثت أمس.
نحتاج للمزيد من نوعية هذه المقالات…
أسعدني مرور حضرتك الكريم، بالطبع ستصادف تخبطات حياتية مؤسفة، وستصاب بالذهول إزائها، لكن صدقني وعن تجربة حضرتك المسئول عن سجن ذاتك في الماضي، وبيدك اتخاذ القرار، وترك ما قاسيته وراء ظهرك، ولتبدأ من جديد.. تحياتي..