محمد إبراهيم: يكتب
لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، جملة قالها الزعيم الراحل مصطفى كامل، أصبحت ترددا منذ العصر الذي كان يعيش فيه إلى يومنا هذا، كادت هذه الجملة أن تجدد الأمل في قلوب الشعوب العربية، حين يشعر الإنسان باليأس من حياته لربما بسبب ضغوط الحياة، أو فشل في قصة حب، أو ضيق في بيت الزوجية، فربما يقرر التخلص من حياته ويصيبه اليأس من كل اتجاه فيتذكر حينها الزعيم مصطفى كامل، ألا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس فحينها يتجدد الأمل في نفسه وعقله ويرجع مرة أخرى حتى يتنفس هواء الحياة دون يأس.
ولكن الغريب في ثقافات الناس وتفكيرهم، هو أنهم دائما ما يتذكرون أقوال الشعراء والحكماء من البشر، وينسون أقوال الحكيم العليم القوي المتين الله جل جلاله.
ألم تعلموا معشر الناس، أن الله قد أنزل في كتابه آيات تدعو الناس وتحثهم على عدم القنوت من رحمة الله وعدم إظهار اليأس من رحمته.
قال تعالى.
قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ
صدق الله العظيم.
وهذه الآية تدعو الناس إلى الثقة في الله وتوكل على الله، وتجديد الأمل في الحياة والعيش دون يأس، فكان استنباط قول الزعيم مصطفى كامل في قوله، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس هو من قول الله تعالى في الآية الكريمة، ولكن الغريب كما ذكرت أن الناس أصبحت تهتم وتردد أقوال الشعراء وتترك أقوال رب العباد سبحانه، ومن هنا تأتي الغفلة عن الله وينتهي بنا المطاف إلى ضيق العيش واليأس من كل شيء يحاط بنا، حتى نقدم علي الانتحار، نعم إن المضي قدما في طريق اليأس من رحمة الله تعالى، ينتهي بنا إلى فقدان الثقة في كل شيء، وعدم الرغبة في العيش والشعور بالإحباط والسعي وراء كل شيء يكون سبيلا للتخلص من الحياة، لا ريب أن اليأس مرض يصيب الأمة وخاصة الشباب، لذا يجب علينا تجديد الأمل حتى تتحقق الأحلام.
ولكن كيف نحارب اليأس؟
سؤال هام جداً لأنه يتعلق بحياة الإنسانية كلها، لا ريب أن محاربة اليأس تأتي بالتوعية المستدامة، والحديث المتكرر عن أهمية الاجتهاد والعمل، للشباب والأمة كلها وعدم الاستسلام لليأس والإحباط المتكامل، وبلا شك في أن هذا دور علماء التنمية البشرية.
أيضا دور أساسي لا غنى عنه من مؤسسة الأزهر الشريف الذي يمتلك نور الدين وعلم القرآن والسنة، يجب العمل على التوعية المستمرة وشرح النصوص القرآنية للناس، حتى يغرز في قلوبهم وعقولهم عظم الأمل في الحياة وعدم الشعور باليأس.
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ليس مجرد حكمة زعيم، لكنها أصبحت طوق نجاة لكثير من الذين سيطر عليهم مرض اليأس والإحباط.
كما يجب على الأسرة أيضا العمل على تجديد الأمل في نفوس أبنائهم، ومساعدتهم على التخلص من مرض اليأس والإحباط، حتى لا ينتهي بهم المطاف إلى الدخول في غيبوبة فكرية وحينها سيكون العودة منها ثمنها غاليا لا ريبا عندي أن اليأس داء، ومن كان يبحث عن الدواء يجب عليه أن يذهب مسرع إلى كتاب الله -سبحانه وتعالى-.
فالدواء هو.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ
صدق الله العظيم
قد يهمك:
عن الكاتب:
د. محمد إبراهيم. صحفي مصري، وكاتب مقالات رأي، عضو نقابة الصحفيين، حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة فاروس، قسم صحافة، ماجستير صحافة تلفزيونية، دكتوراه في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف. أعمل في الصحافة المصرية والسعودية منذ عام 2006.