“إشتهرت بتقديم دور العانس وماتت إبنتها في حادث وتركت لها ولد وبنت وتنبأ لها الكل بمستقبل باهر وتمنت أن لو كان لها مصدر دخل أخر حتى ترك الفن نهائياً”.. ما لا تعرفه عن سهير البارونى
ولدت الفنانة”سهير محمد يوسف البارونى”وشهرتها سهير البارونى في 5 من شهر ديسمبر لعام 1937، في باب الشعرية بمحافظة القاهرة، وهى فنانة كوميدية من الدرجة الأُولى، وإشتهرت الفنانة بخفة دمها والتى تجعل أى شخص يراها يبتسم ويفرح، وعلى الرغم من أنها لم تحظى بالبطولة المطلقة لكنها عرفت الطريق إلى قلب الجمهور والتى لاقت حبه الشديد، وإشتهرت سهير في بداية حياتها الفنية بتقديم دور العانس التى تريد أن تتزوج.
وكانت البارونى تقيم مع عائلتها والتى تسكن بجوار الراحلة مارى منيب، وتقول الفنانة أنه حدث موقف مع مارى منيب، والتى بسببها ضُربت علقة ساخنة لا يمكن أن تنساها حيث أن سهير كانت سليطة اللسان وأنها لا تترك حقها على الإطلاق، حيث أنها ردحت لمارى بسبب خلاف قام بينهما.
كانت بداية الفنانة في المسرح في منتصف الخمسينيات، حيث أنها قدمت أدوار صغيرة على مسرح الريحانى، وبعدها كان لها دور مع ثلاثى أضواء المسرح “جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد” في مسرحياتهم، وتنبأ لها الكثير من النقاد بأنها ستكون مثل الفنانة زينات صدقى، ولسوء حظها حصرها المنتجون والمخرجون في تقديم أدوار ثانوية وإختيار الفنانات الجميلات والتى تجذب المشاهدين لأدوار البطولة، وكان نصيبها في أن تقدم الأدوار الثانوية المهمشة، وإتجهت إليها العيون في عام 1955 بعد أن قدمت دور صديقة البطلة في فيلم “ايام وليالى” بجوار الفنانة إيمان، ثم قام المخرجون بحصر أدوارها بعد ذلك في تقديم دور الفتاة العانس التى تبحث عن الزواج، وبرغم أن أدوارها كانت بسيطة إلا أنها تركت بصمة كبيرة في عالم الفن.
وإشتهرت الفنانة بإفيهاتها الجميلة والتى والتى لم تتوقف على المسرح فقط، بل قدمت الكثير من الإفيهات في المسلسلات وأشهرها “قوم ياسيد ياكشرى”فى المسلسل الشهير “لن أعيش في جلباب أبى” مع الفنانة عبلة كامل والفنان نور الشريف، ولا يمكن أن ننسى دورها البسيط في مسلسل “فرقة ناجى عطالله” مع الفنان عادل إمام حيث انها دعت له ولفرقته بالتوفيق في مهمتهم وبعدها يقع المنزل بهم “سر دعواتها باتع”.
وكان لسهير الكثير من الأعمال المسرحية، حيث أنها كان لها حضور خاص في إسكتشات فرقة ثلاثى أضواء المسرح، وفى عام 1969 شاركت في مسرحية “هاللو شلبى” بجانب الفنان عبدالمنعم مدبولى، ثم غابت فترة عن المسرح لتعود مجدداً وتقدم دور الراقصة العجوز في مسرحية “علشان خاطر عيونك” بجانب الفنانة شريهان والفنان فؤاد المهندس، ثم قامت بعدها بالمشاركة في مسرحية “شارع محمد على” بجانب كلا من “وحيد سيف، فريد شوقى، شريهان”.
وعلى الرغم من أن الفنانة ضيعت عمرها من أجل الفن طوال 50 عاماً، وقامت بتقديم أدوار مختلفة إلا أنها تأثرت كغيرها من الفنانين المبدعين عند الكبر بالإهمال والترك حيث أن الكل تخلى عنها وصرحت الفنانة وقتها قائلة “لن أشحت عملاًً من أحد”، وكانت سهير تحب الفن بشدة وتتمنى أن تقدم أعمال حتى أخر عمرها، ومن أكثر الأشياء التى تأثرت بها البارونى عندما ماتت إبنتها في حادث ميكروباص ونركت لها ولد عمره 14 عام وبنت عمرها 11 عام، الأمر الذى أثر عليها فترة كبيرة.
وكان رد سهير في أخر حوار لها على إهمالها في الكبر فقالت:ـ “أنا أتعامل مع نفسى على أننى مازلت شابة صغيرة، وعلى العموم أنا لا أسعى على العمل ولن أبحث عنه، ولن يأتى عليا اليوم اللى أتصل فيه بمخرج أطلب منه دور في مسرحية أو مسلسل مثل غيرى”.
وحينما سُألت عن أنها نادمة على دور معين قدمته فردت:ـ “أنا نادمة على العمل بمجال الفن وعلى كل أدوارى، ولو كان ليا مصدر دخل تانى لإعتزلت الفن نهائياً، علشان أنا عوزه أدخل الجنة، كما أننى نادمة جداً على لبسى لبدلة الرقص، وعلى وجه العموم أنا لم أخذ حقى من الشهرة في مجال الفن”.
وجديراً بالذكر أن سهير البارونى رحلت عن عالمنا في 31 من شهر يناير لعام 2012، بعد أن أُصيبت بمرض الشيخوخة والتوتر العصبى الناتج عن الإهمال والنسيان.