للدين حرمته وللموت هيبته، بتلكم الكلمات بسيطة الكم.. كبيرة الدلالة والكيف، ابدأ مقالي الذي أوجهه لأولئك الحمقى ممن يتنعَّمون في قصور كايرو وشاليهات مارينا وفيلات الساحل الشمالي.. ويخرجون يوميًا يتشدقون علينا بأطروحات الوطنية وحب الوطن والفناء لأجله وهو بأعينهم لا يتعدَّى – في المجمل- سوي تأييدهم لحزب أو شخص أو حركة أو جماعة أو صفقة أو شركة أو كيان ما.. أو على النقيض قد يحصرون حب الوطن في كره وتشويه لحزب أو شخص أو حركة أو جماعة.. الخ
لا والله.. حب الوطن أقوى من تُرَّهاتكم تلك.. حب الوطن تضحية بالمال والنفس والعمر والحرية والصحة من أجل البلاد وحاضرها ومستقبلها وشعبها.
أراهن أن مثل هؤلاء لا يدركون عن تلك المقولة “نموت نموت وتحيا مصر” إلا كونها شعارًا تناقلته الأجيال تلو الأخرى، لكن الله يعلم حق العلم ويقينه أنها ماكانت أبدًا شعارًا إلا لأمثالكم -أشباه الرجال وأنصافهم وأرباعهم وأجزائهم وفُتاتهم- لكنها في الأغلب حقيقة وواقع مرير يحياه كل من أراد رفعة البلاد وأهلها.. حقيقة وواقع أليم يحياه كل من أقبل بقلبه وعقله وكيانه على الآخرة ورضا الله، والجنة ونصيبه منها، والنار ونفوره عنها.. حقيقة وواقع أليم يدركه كل من انتهج صحيح العقل وسلامة المنطق وصفاء الضمير ونقاء القلب واستمسك بمبادئ الحق وسار على نهج ربه وسنة نبيه وارتضى بحبل الله عِصْمَةً وأمانًا، وجمع كل أولئك في رحاب عُرْوَةٍ وُثْقَى تَقيهِ فتنة دنياه وأهوال أخراه..حب الوطن حقيقة وواقع أليم يحياه أحياء النفوس بأجسادهم، لكن أرواحهم ترقى بهم إلى سعادة الدارين ونشوة الروح وبهائها.
ختامًا، في حب الوطن وأفعال مريديه وتضحياتهم أذكر قول قال الله تعإلى في كتابه العزيز الآية (23) من سورة الأحزاب، بعد بسم الله الرحمن الرحيم:”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلا”.
صدق الله العظيم